عام 1987، انسحب بايدن من الترشح لانتخابات رئاسة العام التالى، بعد سلسلة نكسات أهمها استعانته بفقرات من خطاب لسياسى بريطانى وآخر للراحل روبرت كيندى دون أن ينسبها لهما، ثم انسحب من الترشح لانتخابات 2008 أمام وهج أوباما. اعتقد كثيرون أنها النهاية، بينما قال مساعدوه: لم يكن الشخص المناسب فى الزمن المناسب.
لو فاز بانتخابات 88 لكان ثانى أصغر رئيس أمريكى لكنه الآن أكبر أمريكى سنا يتولى الرئاسة. هل بات الشخص المناسب للزمن المناسب؟. يحلو له اقتباس أبيات من شاعره الأيرلندى المفضل شيموس هينى، الفائز بنوبل للآداب 1995، من بينها: هناك آمال فى تغيير عظيم لكن بعيدا عن الانتقام.
أحد أهم صفاته الولاء. استعان بكثير ممن عملوا معه منذ دخوله معترك السياسة 1972، فرشحهم وزراء أو مساعدين له. الدماء الجديدة قليلة. مبرره أنه بعد عاصفة ترامب، الحاجة للهدوء واستعادة الثقة والاحترام للسياسة ضرورة.
لن تكون هناك، على الأرجح ثورة بل إطفاء لنيران التمرد، وهذا يحتاج لأصحاب الخبرة والإخلاص، وليس شبابًا تقدميًا على غرار ما فعل أوباما.
سيحاول أن تكون إدارته الأقل فضائحية وإثارة للجدل. سنشعر بالملل كثيرًا، وقد نترحم على الأيام الترامبية التى كان اليوم الواحد فيها يعادل أسابيع أو شهورًا مقارنة بإدارات سابقة وربما إدارة بايدن أيضًا.
ليس متوقعًا إذن تحقيق إنجازات كبرى داخليا. كورونا ومعارضة الجمهوريين الشرسة والانقسام المجتمعى العمودى ستعوق مشروعاته.
يبقى العالم الذى لن يأخذ وقتًا لفهمه، فهو مجال خبرته الأساسى. عمل رئيسًا للجنة الشئون الخارجية بالشيوخ. فى حملة 88 الفاشلة، ذكر مساعدوه بنشرة داخلية: مطلوب رئيس خبير بالسياسة الخارجية ونزع التسلح، فى إشارة لتفوقه خارجيًا على بقية المرشحين. مهمته الرئيسية بعد محاولة إعادة توحيد أمريكا ستكون، حسب جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، إنهاء عزلتها الدولية وإظهار أن الأمريكيين بحاجة للعالم، وأن العالم بحاجة إليهم.
مطلوب إعلان رسمى يؤكد الاعتماد المتبادل بعد سنوات ترامب المتعالية والمحتقرة والمستغنية.
ماذا سيفعل بايدن هنا «الشرق الأوسط» أو هناك «بقية العالم»؟.. الأيام المقبلة ستقول الكثير.