فى حفل تنصيب جو بايدن التاريخى أمام الكونجرس كان الفرق واضحًا بين رئيس رحل ورئيس آخر دخل البيت الأبيض.. لقد ارتجل بايدن كلمته وهنا ظهر فارق الفكر والثقافة، وإننا أمام رئيس يحمل تاريخًا من الخبرات والتجارب..
كان بايدن هادئًا وهو يخاطب الشعب الأمريكى لم يبالغ فى تقديم الوعود، ولكنه تحدث كثيرًا عن وحدة الشعب الأمريكى.. وأن اقتحام مبنى الكونجرس كان اختبارًا قاسيًا للديمقراطية الأمريكية وهى أغلى ما تملك أمريكا..
تحدث كثيرًا عن العدالة والمساواة والكرامة وتوقف كثيرًا عند ضحايا كورونا وكيف فقدت أمريكا ٤٠٠ ألف إنسان سقطوا أمام هذه الكارثة ووعد بأن مقاومة هذا الوباء ستكون أهم أولوياته.
كان بايدن يتحدث بقدر كبير من الثقة.. إن خلف الرجل تاريخ سياسى طويل وتكفى سنوات عمله نائبًا للرئيس أوباما..
كان الفرق واضحًا بين خطب ترامب بما فيها من السذاجة والتخبط وبين تجربة سياسية طويلة عاشها بايدن.. كان حفل التنصيب ناجحًا بكل المقاييس رغم كل التخوفات من أي عمل إرهابي يفسد الاحتفال..
ولم يكن غريبًا أن تحرس قوات الأمن المكان بآلاف الجنود.. لم تخسر احتفالية التنصيب كثيرًا بغياب ترامب أمام حضور ثلاثة رؤساء سابقين «بوش الابن وكلينتون وأوباما».. وهذا تقليد أمريكي قديم أن يحتفى الرؤساء السابقون بالرئيس الجديد القادم..
أمام الرئيس الجديد بايدن ملفات كثيرة في المفاوضات مع إيران والعلاقات مع روسيا والصين والحكومات العربية..
وقبل هذا كله أزمة كورونا التي أضرت كثيرًا بالشعب الأمريكى وكانت سببًا فى خروج ترامب من البيت الأبيض..
وسوف ينتظر العالم العربى موقفًا أمريكيًا جديدًا من مدينة القدس والجولان وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته وخطة ترامب للسلام وكلها أخطاء فادحة ارتكبها ترامب فى حق الشعوب العربية..
سوف ينقسم العالم حول الرئيس بايدن؛ ولكن لن يكون الخلاف بحجم ما كان على ترامب لأن الفرق كبير جدًا بين تجربة سياسية طويلة وعميقة يتمتع بها بايدن، وتجربة ترامب التى افتقدت الوعى والحكمة..
لم يتردد بايدن فى أن يعلن أن الإسلام ليس عدوًا لأمريكا؛ ولكنها دعوات الجنس الأبيض التى روجها ترامب.