Close ad

مشاهد واقعية لـ «جاهزية مصر»

19-1-2021 | 23:06

فى الوقت الذى أصيب فيه العالم تقريبًا بالشلل مع بدء الموجة الثانية لجائحة كورونا، قدمت مصر مشاهد واقعية لفتت الأنظار حول جاهزيتها للمقاومة والتعايش، وإدارة الأزمات.

لم تلجأ الدولة المصرية إلى أحد بيوت الخبرة فى حملات العلاقات العامة، ولم تشترِ مساحات زمنية على كبرى المحطات الأمريكية لإحداث «بروباجندا»، لكنها قدمت نموذجًا فريدًا يُحسب لها فى التعامل مع الأزمة وإدارتها.

أول هذه المشاهد هو افتتاح بطولة العالم لكرة اليد للرجال لعام 2021، وهى البطولة الدولية رقم 27 التى يستضيفها الاتحاد الدولى لكرة اليد وتُعقد فى مصر.. هذه هى البطولة الثالثة التى تستضيفها إفريقيا والثانية التى تستضيفها مصر، وأول بطولة عالم تُقام خارج أوروبا منذ عام 2015.

المشهد عالمى فعلًا، خاصة عندما نقلت وكالات الأنباء العالمية مشهد اللاعبين من داخل مقار إقامتهم، وآخرين فى خلفيتهم أهرام مصر الشامخة وهى تتحدث عن حضارة السبعة آلاف عام.

أفضل ما فى المشهد هو تأكيد الدولة المصرية اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية أثناء تنظيم البطولة، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على حضور إطلاق البطولة، والتأكيد فى كلمته خلال حفل الافتتاح، أن تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد فى مصر رسالة تعايش مع جائحة كورونا، وأن العالم أصبح قادرًا على التعايش مع الوضع الجديد الذى فرضته الجائحة، وقادرًا على تخطى الأزمات.

المشهد الثانى كان مشروع القطار الكهربائى الضخم، الذى سيربط ساحلى البحر الأحمر والمتوسط مرورًا بـالعاصمة الإدارية الجديدة، وعدد آخر من المدن الرئيسة.

هذا المشروع العملاق الذى سيحدث نقلة نوعية فى الاقتصاد المصري، وخاصة فى إجراءات النقل بين المحافظات الرئيسة فى ربط غير مسبوق بهذه الكفاءة بين شرق مصر وغربها.

اللافت خلال لقاء الرئيس مع جو كايسر، الرئيس والمدير العام التنفيذى لشركة »سيمنز«، والدكتور رولاند بوش، نائب الرئيس التنفيذي، وعضو مجلس إدارة الشركة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير، وزير النقل، هو تأكيد المسئول الأول فى مصر أن المشروع تمت بلورته بالكامل خلال المرحلة الأولى من السخنة إلى العلمين، وسيتم تنفيذه خلال عامين، وأنه يقدر تمامًا العرض الذى قدمته الشركة المنفذة للمرة الثانية، ومن قبل قدمت سعرًا عظيمًا وخدمة عظيمة لمصر، فى مشروع المحطات الكهربائية الخاص بالشركة المنفذة نفسها، وهى تكرر نفس الأسلوب اليوم بالعطاء نفسه و الهدية نفسها.

هذا المشروع سيتكلف نحو 360 مليار جنيه تقريبًا خلال سنتين، طبقًا لأقصى المعايير والعلمية والتكنولوجية والفنية فى كل شيء.

المشهد الثالث هو توجيه الرئيس السيسى بتوفير الموارد المالية لإنشاء مدينة لصناعة وتجارة الذهب وفق أحدث التقنيات، تعكس تاريخ مصر الحضارى العريق فى هذه الصناعة الحرفية الدقيقة.

فكرة إنشاء المدينة طرحها السيسى فى اجتماع عقده مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولى وعدد من كبار المسئولين خلال الساعات الماضية.

فكرة أن تعكس المدينة تاريخ مصر الحضارى العريق فى هذه الصناعة الحرفية الدقيقة، هى فكرة أصيلة تنبع من حضارة أبهرت العالم على مر الأزمان فى دقة الحلى والمشغولات، وأن اتجاه الدولة نحو هذا الفكر يعنى بالدرجة الأولي، توفير مستلزمات الصناعة والإنتاج، والمعارض الراقية، وتدريب العمالة لصقل قدراتهم، ومراعاة النواحى اللوجستية من حيث اختيار موقع المدينة للاستفادة من شبكة الطرق والمحاور الجديدة لسهولة النفاذ منها وإليها واستقبال الزائرين.

كل هذه المشاهد هى أكبر دليل على «جاهزية مصر».. التى لا تستطيع أزمات عابرة أن توقف مسيرتها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
شريف عارف يكتب: روح لا تنام.. وبطولات لا تموت

بعد ساعات قليلة، من عبور قواتنا المسلحة للمانع المائي لقناة السويس في حرب أكتوبر المجيدة، كتب الأديب الكبير توفيق الحكيم في صحيفة الأهرام يقول: عبرنا

شريف عارف يكتب: مائة عام من "العبث"

قد يكون مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، قد ساهم في عملية توثيق جرائم جماعة الإخوان خلال الألفية الثالثة، لكنه لم يغير شيئاً - في وجهة نظري- تجاه الحكم الذي أصدره الشعب المصري في 30 يونيو 2013