أتذكر أنه كانت هناك مرحلة تتصل باتفاقية السد العالى تقتضى الحصول على آلات من الاتحاد السوفيتى السابق، كمرحلة أخيرة من بناء السد العالي، لتفادى ترسب الطمى فى القاع ومن ثم الاستمرار فى تغذية الأراضى الزراعية، غير أن الرئيس السادات أوقف اى تعاون مع موسكو فظل الطمى يتراكم..
ولا شك ان مشروع السد العالى الذى أدانه أعداء ثورة يوليو، وأعداء الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لسبب شديد الأهمية فى نظرهم، وهو هروب السردين! الذى يتغذى على الطمي، قد أنقذ مصر من آثار الفيضانات، والأهم، من آثار سنوات الجفاف، التى ألحقت اضرارا بالغة بالدول المشاطئة، وكانت التحقيقات الإعلامية آنذاك، تشير إلى حماية السد العالى لمصر واستمرار تدفق مياهه إلى البشر والأرض الزراعية، أى ان مصر وهى دولة المصب، قد أنقذها من مخاطر سبع سنوات جفاف مما جعل كبريات المؤسسات الدولية المتخصصة، تؤكد أن السد العالى من أعظم مشروعات الإنسانية وانه أعظم مشروع فى القرن العشرين..
ولا ننسى ان السد أتاح توليد كهرباء أضاءت القرى كما جسد ذلك العبقرى الراحل صلاح جاهين بوصف جمال عبد الناصر بيا بانى السد العالى ..والكهربا فى الريف بتلالي, وكان إهمال البحيرات المصرية بما فيها بحيرة ناصر هو سمة سنوات ما بعد سياسة الخصخصة التى ذهبت بالعديد من منجزات المصريين.. ومن أكثر ما أصاب المواطنين بالصدمات، ما تردد مؤخرا عن تصفية مجمع الحديد والصلب، إحدى قلاع الصناعة الوطنية بدعوى تراكم خسائره ودون محاسبة المسئولين عن الحال الذى وصلت إليه هذه القلعة الصناعية، حيث اكتفى هؤلاء بالفرجة، حتى لا نقول بالتواطؤ، لكن دون أن يتنازل أى منهم عن الرواتب والمزايا الضخمة التى تمتعوا بها..
والأكيد ان الرئيس عبد الفتاح السيسى لن يخيب آمال الملايين الذين فوضوه لثقتهم التامة فى انه القائد الذى سيعيد لمصر مكانتها وبالتالى للمصريين جميعا، ويتأكدون كل يوم انه بالفعل القائد القادر على النهوض بمصر لتصبح قد الدنيا كما تعهد..
بحيرة ناصر تنتظر نظرة من الرئيس السيسى لاستثمار كنوزها لمصلحة المواطن، فهى بحسب الخبراء، تحتوى على كميات هائلة من الطمي، ومن المعادن مثل الذهب، اى ان النظرة إليها ستعود علينا بفوائد فى جميع المجالات، الزراعية والصناعية والغذائية..
ان الإهمال الذى أدى إلى العدوان المفزع على الأراضى الزراعية بالبناء العشوائى فوقها، لم يجتث تماما، وبحيرة ناصر لم تنج، ليس من الإهمال فحسب، بل من الحقد المستمر ضد دور مصر القيادي، فى محيطها العربى والإفريقى بشكل خاص..ان بحيرة ناصر تنتظر وننتظر معها، إلقاء نظرة خاصة من الرئيس السيسى، الذى لا يترك نافذة تجلب الخير لمصر إلا وفتحها وهو قد نبه بقوة إلى أهمية البحيرات المصرية كلها وتطهيرها للاستفادة القصوى منها، وبالطبع فإن بحيرة ناصر ستنال بكل تأكيد اهتمام الرئيس وربما يأتيها بالآلات التى تنشط الطمى ليعم خيره على أراضينا الزراعية وإضافة بالطبع لبقية الكنوز التى أشرت إليها.