Close ad

لعنة فلسطين تصيب ساكن البيت الأبيض!

12-1-2021 | 11:30
الأهرام اليومي نقلاً عن

منح الرئيس السادات ساكن البيت الأبيض لقب الراعى الأوحد للسلام، ويبدو أن لعنة السلام صارت كلعنة الفراعنة سلطانية لمن يخذلها، على مدى 50 سنة تنتاب الرئيس الأمريكى لوثة سلام فى نهاية حكمه، قد تكون تاجا على مقاسه فنرى فيها نحن العرب طاقة نور من البيت الأبيض، وقد تكون سلطانية فيكتوى السلام العربى بنارها..

لكن فى عهد الرئيس ترامب انقلب السحر على الساحر!. الاستثناء الوحيد من اللعنة هو الرئيس جيمى كارتر( 1977 ـ 1981) ، بدأ حكمه عام 1977 فأهداه الرئيس السادات زيارة القدس فى نوفمبر من العام نفسه، وظل الرجل مخلصا للسلام والراعى الرسمى بجد حتى توقيع معاهدة السلام فى نهاية مدته عام 1979، ثم جاء ريجان وانشغل عن السلطانية بحرب النجوم، وبعده جاء جورج بوش الأب فتكفل المرحوم صدام حسين بشغل جدول أعماله بغزو الكويت، وحينما وصل إلى سمعه أن هناك مفاوضات سلام سرية بين إسرائيل والفلسطينيين قال دع الأولاد يلعبون، حتى فوجئ بأن الأولاد توصلوا لاتفاقات أوسلو عام 1994واقترح الدكتور أسامة الباز ضبط مقاس السلطانية على ساكن البيت الأبيض حتى تمر، فسموها الورقة الأمريكية وكانت العمل الناجح الوحيد فى القضية الفلسطينية، وبعدها اغتيل رابين، وجاء كلينتون، فانشغل بحصار العراق حتى أيقظته انتفاضة الحجارة فى نهاية حكمه، فدعا إلى عقد مفاوضات التسوية النهائية، وتمكن من عقد مؤتمر كامب ديفيد الثانى فى يوليو 2000، لكن لأن الغرض امتصاص الانتفاضة حلت لعنة السلطانية فانتهى كلينتون بفضيحة جنسية!.

ثم جاء بوش الابن فأهداه أسامة بن لادن عملية 11سبتمبر، وضرب البرجين ودفعه الفشل فى أفغانستان واحتلال العراق إلى البحث عن سلطانية بإنجاز اتفاق للسلام، فطرح ما سمى خريطة الطريق، فانتهت القضية بوهم الدولتين، وانتهت مهمة بوش فى بغداد مرجوما بحذاءين!.

وعندما جاء أوباما فى 2009سعى لتغيير الأنظمة العربية، ومنحته الأنظمة الوطنية فرصة العمر باعتمادها النظام الجمهورى فى العلن والوراثى فى الخفاء، ومكافأة له على تنفيذ الفوضى الخلاقة منح جائزة نوبل للسلام، لكن ضميره استيقظ حين شاهد فى أوسلو حشدًا من الناس يحملون الشموع، وألسنة اللهب تضىء وجوههم في الليل المظلم، فشعر أوباما بأن هذا المشهد أروع فى نظره من حفل جائزة نوبل للسلام التى جاء ليتسلمها، وأغراه ببريق السلطانية فأهدى القضية الفلسطينية فى 23 ديسمبر 2016، أهم قرارات مجلس الأمن تجاه فلسطين منذ 70 سنة، وهو قرار 2334 الذى طالب بحل الدولتين ودعا اسرائيل صراحة إلى وقف نشاطها الاستيطاني في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية فورًا وبصورة كاملة، لكن انتفاضة اوباما أجهضها نيتانياهو!. وكان مجىء دونالد ترامب فى يناير 2017 الطامة الكبرى حين طرح سلطانيته باسم خطته للسلام، لخصها فى بداية عامه الأخير حوار مع الرئيس الفلسطينى، حين سأله أبو مازن: مارأيك فى حل الدولتين: فرد ترامب: موافق!. فتشجع أبو مازن: وما رأيك فى القدس؟ فرد ترامب: القدس الشرقية موافق عليها والقدس الغربية عاصمة أبدية لإسرائيل اليهودية!.

ـ والمستوطنات؟ ـ نعطيكم بدلا منها، إذا أخذت إسرائيل سنتيمترا أجبرها تعطيكم سنتى ونصف!. فظن أبو مازن أن القضية بعد 70 سنة من الحرب حلها ترامب فى خمس دقائق!. وخلال شهرين أقفل ترامب مكتب فلسطين فى واشنطن.. ونقل سفارة أمريكا إلى القدس، وأوقف المعونات، واعترف بسيادة اسرائيل على الضفة والجولان. وفى نهاية العام كانت أربع دول عربية تطبع علاقاتها بإسرائيل، وفى 5 يناير الماضى كانت الطامة الكبرى، رعى صهر ترامب كوشنر قمة السلام والمصالحة بين قطر والرباعى العربى دون أى التزام قطرى بتلبية أى شرط من شروط المقاطعة معها وأهمها عدم دعمها الإرهاب، فلا صوت يعلو على صوت الضربة الوشيكة لبرنامج إيران النووى، وفى اليوم التالى لقمة المصالحة التاريخية كانت حمى السلطانية والشرعية قد احتلت عقل الرئيس الأمريكى، وبدلا من إرسال حاملاته وصواريخه لهدم ترسانة الشر الإيرانية أرسل عصابته العنصرية لوقف مازعمه من سرقة الديمقراطيين الانتخابات، فاقتحموا الكونجرس فى واشنطن، ولم ينشغل الناس بإصابة 294 الف أمريكى بالكورونا يوميا قدر انشغالهم بمحاولة الانقلاب الترامبية..

بدأت بخطاب يتهم فيه ترامب اليسار الراديكالى والديمقراطيين بسرقة الانتخابات، ثم أمر اتباعه بالإسراع لنجدة الضعفاء فى الكونجرس ولم يوقفوا الهجوم والعدوان بعد ساعتين إلا حين أمرهم: أشعر بآلامكم عليكم الآن العودة إلى بيوتكم.. فعاد الأمن وتمكن الكونجرس من اعتماد فوز الرئيس بايدن!. وحلت بالرئيس ترامب لعنة إهمال القضية الفلسطينية، فسقطت على يديه قداسة الأماكن الفيدرالية، واهتزت سمعة الراعى الرسمى للديمقراطية، وحدث أكبر عدوان أمريكى على الحرية، بمنع صفحات الرئيس الالكترونية.. ودخل ترامب التاريخ كأول رئيس أمريكى يدير تنظيما إرهابيا فى العلن!.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
عفوًا موسيماني .. مهمة البطل لا تنتهي بالثالث!

شدنى مشهد مثير فى ملعب التتش بالنادى الأهلى فتوقفت عن الكتابة، نصف ملعب الكرة غطاه عمال الصيانة بغطاء من البلاستيك.. وبقى النصف الآخر من الملعب دون غطاء،

وجه الشبه بين الحديد والأسمنت .. والصحافة!

كان السؤال الخفي الذي حاولت البحث عنه في مناقشاتنا مع الوزير هشام توفيق .. هل التصفية مصير كل مؤسسات الدولة الخاسرة مهما يكن تاريخها ودورها ومهما نقل فيها

عمار الشريعى.. غواص فى بحر الألم!

استسلمت لحمام شمس فى شرفتى، عملا بنصيحة العلماء بأن شمس الأصيل أعظم مناعة لمواجهة «كوفيد19»، فاجأتنى سحابة شتاء كريمة بزخات استمرت ساعة، دهَّبت خوص النخيل

النيل الأزرق من عصر البراءة إلى سد الأزمة!

فى عصور البراءة كانت القصص والأساطير تجعل نهر النيل معبودا مقدسا فى مصر والحبشة، لم يكن المصريون يعلمون من أين جاء النهر إلى أراضيهم، ولا الإثيوبيون يعرفون

المصريون المحدثون.. ونهاية غلمان السلطان!

ودعتُ فترة العزل الإجبارية بأمر فيروس كورونا بقراءة كتاب: «المصريون المحدثون..عاداتهم وشمائلهم» للمستشرق الانجليزى ادوارد وليام لين، الكتاب عمره 180 سنة

الاختيار .. حوار بين الخراب والتسامح!

إحنا هنا ليه؟ سؤال طرحه المتلخبط هشام عشماوي في مسلسل الاختيار، علي قائده المقدم أحمد منسي، في الكتيبة 103 صاعقة، والإجابة التي أبهرتني، حين سمعتها قبل

رسالة من أب مصري لابنه في برلين!

كيف حالك يا ولدي، أدعو الله أن تكون آمنا فى معزلك بمدينة برلين، تابعت فحوصات المستشارة ميركل عن إصابتها بالفيروس اللعين، ودعوت الله لها، وألا تكون إصابة

الأكثر قراءة