Close ad

السير مجدي يعقوب أمير القلوب يهوى إجراء العمليات على أنغام باخ وموتسارت

7-1-2021 | 15:26
السير مجدي يعقوب أمير القلوب يهوى إجراء العمليات على أنغام باخ وموتسارتالدكتور مجدى يعقوب
عزيزة فؤاد
نصف الدنيا نقلاً عن

د. مجدى يعقوب صانع الأمل والبهجة للقلوب التى أتعبها الحزن، وهو أحد الأبطال الحقيقيين للعطاء، فقد أنشأ مراكز وجمعيات خيرية لإنقاذ الأطفال المرضى والمولودين بعيوب خلقية في أفريقيا ومازال يستكمل الطريق ناشرا البهجة والأمل.

موضوعات مقترحة

السير مجدي يعقوب كرَّمه رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل متكوم، بوشاح العمل الإنساني، تقديرا لجهوده في مركز أسوان للقلب، في حفل تكريم صناع الحياة الذي جمع فيه تبرعات بقيمة 360 مليون جنيه مصري لصالح مستشفى مجدي يعقوب للقلب بأسوان.

حياته العلمية
ولد الدكتور مجدي يعقوب في 16 من نوفمبر عام 1935 وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة عام 1957 وكان والده أيضا جرَّاحا، وفي عام 1964 سافر إلى خارج مصر وبدأ حياته المهنية في أفضل وأحدث المستشفيات في بريطانيا.

كما عمل في مجال التدريس بجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية حياته المهنية، لكنه ظل في بريطانيا معظم الوقت ويصفها بأنها وطنه الثاني بعد مصر.

في عام 1974، أصبح الدكتور يعقوب أول طبيب يجري جراحة القلب المفتوح في نيجيريا، بمساعدة فريق من الجراحين البارزين.

وفي عام 1980 ترأس برنامج زراعة القلب في مستشفى هارفيلد في لندن. وقام هو وفريقه بآلاف العمليات الجراحية فيما وصل إجمالي عدد عمليات زرع القلب التي قام بها في حياته نحو ألفي عملية مما جعل مستشفى هارفيلد المركز الرئيسي لزراعة الأعضاء في المملكة المتحدة.

في عام 1986، تم تعيينه أستاذا في المعهد الوطني للقلب والرئة في جامعة إمبريال كوليدج العريقة في لندن.

كأحد أفضل أطباء القلب في العالم، طوَّر الدكتور يعقوب تقنيات جديدة ورائدة في مجال جراحة القلب لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية عند الولادة.

مجدي يعقوب منحته الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا لقب سير منذ عام 1991، وطور تقنيات جديدة في مجال الجراحة من بينها إجراء عمليات معقدة لتبديل الأوعية القلبية للأطفال المولودين بعيب خلقي في القلب.
وقاد الدكتور يعقوب فريقا من المختصين نجح في صنع أجزاء جديدة من القلب من الخلايا البشرية.

ومنذ تقاعده عن العمل الوظيفي في عام 2001 يكرس الدكتور يعقوب كل وقته لمنظمة «سلسلة الأمل» الخيرية التي أسسها في عام 1995، التي تهتم بالأطفال في مناطق الصراعات في الدول النامية والذين يعانون من أمراض قلبية.

قسم للأبحاث الإكلينيكية

استقبلته وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد لتبادل الخبرات مع مؤسسته وطلبت منه إنشاء قسم للأبحاث الإكلينيكية بمستشفيات وزارة الصحة والسكان، لما له من أهمية كبرى تضمن الارتقاء بالمنظومة الصحية، كما تم وضع حجر الأساس لبناء مركز للقلب بمدينة السادس من أكتوبر على غرار مركزه في مدينة أسوان معتمدا على الطاقة الشمسية كمركز صديق للبيئة.

الجراحة على أنغام الموسيقي

ليس من الإنصاف أن نحمِّل الحكومة وحدها مسؤولية إدارة المنظومة الصحية، ولا مكان للحظ والمصادفة في الطب، ولا يجب أن ينفصل الطبيب عن مريضه لأنه الطريق إلى الشفاء، ذلك ما قاله لي السير مجدي يعقوب في حوار معه من قبل، مؤكدا أنه يأتمن أولاده على قلبه إذا تعب، كما قال لي إنه كان يجري عملياته على أنغام باخ وموتسارت، ويمارس السباحة والمشي صيفا وشتاء.
السير مجدي يعقوب صرّحَ لـ«نصف الدنيا» بأن أكثر شيء يغضبه هو الإهمال وابتعاد الأطباء عن مرضاهم، وأشار إلى أن شخصنة العلاج من أهم طرق العلاج اليوم لأمراض القلب بالعالم، وأن الصوت العالي في غرف العمليات لا يخلق جرَّاحا ناجحا.

إنه الدكتور مجدي يعقوب واحد من أمهر أطباء جراحة القلب في العالم صاحب مدرسة طبية أساسها المريض أولا وأخيرا.

في حوار سابق حدثنا الدكتور مجدي يعقوب عن أبنائه، قائلا: لي ثلاثة أبناء هم أندرو يعمل طيارا، وليزا تعمل إخصائية اجتماعية، وصوفي تعمل حاليا طبيبة متخصصة في طب المناطق الحارة بأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

رحلة من العطاء والابتكار

الدكتور مجدي يعقوب قدم أكثر من 400 بحث علمي فى زراعة القلوب، وأجرى فى حياته المهنية أكثر من 25 ألف عملية قلب مفتوح منها ما يزيد عن 2500 عملية زرع قلب أو قلب ورئتين، ويعد ذلك أعلى عدد حققه جرَّاح قلب فى مجال زراعات القلب على مستوى العالم، وقام بأكثر عمليات زرع القلب تعقيدا، وله العديد من العمليات المعقدة المسجلة باسمه مثل جراحة «الدومينو» التي تتضمن زراعة قلب ورئتين في مريض يعاني من فشل الرئة، وفي الوقت نفسه يؤخذ القلب السليم من المريض ليزرع في مريض آخر، وتم تحت إشرافه تطوير صمام قلب من الخلايا الجذعية، أملا في التوصل إلى زراعة قلب كامل فى القريب العاجل، كما تمكن من التوصل إلى أسلوب يستبدل الصمام الأورطى بالشريان الرئوى ويظل مركزه فى قلب الصعيد، واحة ومقصدا للمرضى الفقراء والأغنياء.

كل القلوب مثل بعضها
مرضى القلب في تزايد كبير ليس في مصر وحدها، وإنما في العالم كله، قال لي: لكِ أن تعلمي أن هناك ما يقرب من 3 ملايين شخص حول العالم مصابون بالحمى الروماتيزمية في القلب، ولا يمكن أن يُتركوا هكذا دون علاج، في مركز القلب في أسوان أجرينا نحو ألف عملية قلب خلال عام 2016، فضلا عن أكثر من 1500 عملية أخرى تتعلق بأمراض بالقلب.
قال أيضا إن كل القلوب مثل بعضها، لكن لكل قلب شخصية متفردة، وكل الأبحاث العالمية تشير إلى ذلك، لكن أمراض القلب فى مصر أعلى بنسبة كبيرة عن مثيلاتها فى دول العالم، والسبب فى ذلك يعود إلى أننا لم نكتشف كل الجينات التى تتحكم فى أمراض القلب بين المصريين، بالإضافة إلى التأخر فى علاج التشوهات الخلقية فى القلب منذ الطفولة، كما أن نسبة الإصابة بالحمى الروماتيزمية مرتفعة في مصر بشكل غير طبيعى، ويدعم كل ذلك السلوكيات الصحية والغذائية الخاطئة للمصريين، وعدم ممارسة الرياضة، والأبحاث تشير إلى أن مصر وروسيا من أعلى معدلات الإصابة بأمراض القلب فى العالم، ونحن بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لعلاج هذه الظاهرة.

الممارس العام
من ضمن ما قاله الدكتور مجدى يعقوب لـ«نصف الدنيا» أيضا أن الممارس العام في بريطانيا له دور أساسي في الصحة فهو شخص اكتسب سنوات دراسة وتدريب على التشخيص والعلاج وإجراء العمليات الصغيرة، فهو أساس البنية التحتية لهذا النظام الطبي، بينما في مصر دوره بسيط جدا، فهؤلاء لهم قدرات ومهام مؤثرة في العملية الصحية لأي دولة، ويجب أن يستغل بشكل فاعل في مصر.

النظام الإنجليزي الأفضل
السير مجدي يعقوب يقول: لا يوجد نظام جيد أو ممتاز بنسبة 100% في العالم، لقد عملت في بلاد كثيرة منها أمريكا وإنجلترا ومصر وألمانيا وأحسن نظام وجدته هو النظام الإنجليزي لأنه يفتح أبوابه للجميع دون استثناء بالمجان وبتفان.

خدمة المريض الأهم
ويضيف د. مجدي يعقوب أنه يوجد العديد من البرامج الجديدة والمتطورة في كل الجامعات بالعالم مثل كمبريدچ وأكسفورد وإمبيريال التي أوجد بها حاليا، هذه البرامج تعتني بشباب الأطباء وتجعلهم يعتمدون على أنفسهم وتطور أداءهم، تعمل على تنميتهم بل وتجعلهم من الوهلة الأولى مندمجين مع المرضى وقريبين منهم تحثهم بالمسئولية وتربطهم بمرضاهم طوال عمرهم، هذه البرامج تعلم شباب الأطباء أن عملهم الأساسي هو خدمة المريض فقط، كما أنها تدربهم على كيفية إجراء الأبحاث.
سر السعادة
من أجمل ما صرح به السير مجدي يعقوب لنا أن أهم وسام بالنسبة له أن يرى المرضى يتحسنون، فالأوسمة لا تعطى شيئا للعلم أو الإنسان، ولكن الذى يمنحنى السعادة الداخلية هو الوصول إلى اكتشاف جديد يؤثر في الناس ويطبق على الملايين منهم.
لا مكان للحظ والمصادفة
ومن أهم ما قاله: لا أستطيع تحديد شىء معين، لكن الأمر المؤكد أننى دربت نفسى على المثابرة والعمل المتواصل، ففى بريطانيا أدركت أنه لا مكان للحظ والمصادفة، فقط العمل المتواصل بجد هو الأساس فى تحقيق الهدف.

الابتكار سر الإنجاز
السير مجدي يعقوب يقول: أشعر بالضآلة أمام كل إنجاز علمي جديد، لذلك أطالب أبنائي بالابتكار حتى وإن كان من لا شىء، بشرط أن تتوافر فيه صفات الجمال والتنظيم والتأثير، ولن يحدث ذلك إلا بإخراج عقولنا من الصندوق للبحث عن كل جديد، مع ضرورة التحلِّى بالتواضع العلمى الذى يتيح مواصلة البحث ونقده فى الوقت ذاته لاكتشاف ما به من نقص.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: