عندما يكون الحلاق المصرى متمكنا من أدواته فى مهنة الحلاقة فهذا هو الطبيعى ولكن حينما يكون الحلاق شاعرا فى نفس الوقت فهذا هو الجديد. نقف اليوم أمام ظاهرة فريدة من نوعها، فهمى مواطن مصرى كغيره من الملايين الذين حرموا من نعمة التعليم بسبب ظروف المعيشة القاسية إلا أنه تعلم مهنة الحلاقة وأبدع فيها حتى أصبح قادة الفكر والرأى ونواب البرلمان والمسئولون من رواده. الجديد أن فهمى بدأ ينظم الشعر ويتقن اللغة العربية بلغة العشق حتى أصبح شاعرا كبيرا وله العديد من الدواوين وعلى مدى السنوات العشر الماضية حصد عشرات الجوائز فى نظم الشعر خاصة فى المناسبات الوطنية التى تنظمها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة.
فهمى بدأ مشوارا جديدا لتعليم نفسه بنفسه حتى وصل اليوم إلى مرحلة الثانوية العامة أملا فى أن يكون فى العام القادم طالبا جامعيا، ليعطى لمن حوله الأمل.
فهمى رغم أنه حلاق فإن حديثه العذب ولغة حواره الراقية مستخدما العربية الفصحى جعل كل المثقفين يلتفون حوله ويبحثون عنه ليس حبا فى مهارته فى مهنة الشعر ولكن لمهارته فى لفة الشعر بكسر الشين. تزين الحلاق المصرى فهمى بالأخلاق العالية واللغة الراقية ونظم الشعر قبل أن يصفف الشعر فكان النجاح هو طريقه. يتكلم فهمى بالفصحى طوال الوقت ودائما يصحح للمذيعين ومقدمى البرامج فى التليفزيون كلماتهم ولغة حوارهم فى أثناء متابعته لهم، وهو يمارس مهنة الحلاقة لزبائنه. إنه حلاق من طراز خاص أبدع فى الشعر فكان من أبرز الشعراء فى مصر، وأبدع أيضا فى الشعر، فكان أهم حلاق مصرى، فهمى الحلاق المصرى ملك الشعر والشعر.