Close ad
26-12-2020 | 11:57
الأهرام اليومي نقلاً عن

عندما نقول إن مصر لا تواجه فصائل الإرهاب فقط وإنما تواجه معها قوى الشر والكراهية الإقليمية والدولية فإننا نريد أن ننبه المجتمع الدولى إلى أن مصر تتحمل عن رضا وطيب خاطر مسئولية خاصة تجاه هذا الخطر اللعين الذى بات يهدد الجميع دون استثناء ليس فقط من منظور أنه شر وبلاء يستوجب احتشاد الإنسانية كلها لدرء خطره ومن ثم لا ينبغى أن يكون هناك أى مجال للمسامحة مع أذرعه المسلحة أو المهادنة مع القوى الراعية له بالتمويل والتسليح والإيواء وإنما باعتباره إهدارا للقيم الإنسانية النبيلة!

نعم إن مصر عندما تشير بكل صراحة وبكل وضوح إلى أن هناك قوى إقليمية ودولية مازالت تواصل دعم الأنشطة الإرهابية وإعطاءها قبلة الحياة مرة بعد أخرى للحيلولة دون أن تلفظ هذه الفصائل أنفاسها من شدة الضربات التى تتلقاها فإنه لا ينبغى لأحد أن يفهم ذلك على أن مصر تعتبر أن ما تقوم به يمثل فضلا وتكرما على أحد وإنما تفعل مصر ذلك من أرضية الفهم الصحيح لمسئولياتها فى أداء دور الطليعة نيابة عن أمتها التى ابتليت بأن هذا الشر اللعين خرج للأسف الشديد من داخلها وأساء إلى سمعتها وشوه بالباطل صورتها.

بل إنه ليس من قبيل الفخر ولا المبالغة القول بأن مصر لديها إيمان عميق بأن عليها أن تلعب دورا رئيسيا فى السعى لاقتلاع هذا الشر اللعين من جذوره مهما كانت مصاعب ارتياد المجهول فى كهوف الجبال وتخوم الوديان ومهما تكن كلفة وثمن مواجهة الخطر الذى يتغذى بتحريض وتمويل واسع نظن أنه لم يعد خافيا على أحد.

وهنا يكون السؤال هو: هل بعد كل الذى تفعله مصر فى الحرب ضد الإرهاب يكون جزاؤها مثل «جزاء سنمار» ويخرج علينا البعض فى العواصم الأوروبية ليزايد علينا باسم شماعة حقوق الإنسان بالتجاهل المتعمد والتعامى المستفز عن فضل ما تقوم به مصر لكى ينعم غيرها بالأمن والأمان وبدلا من توجيه الشكر لها تتعالى الأصوات المغرضة والنشاز لتعزف نغمة سخيفة مفادها أن متطلبات الحرب ضد الإرهاب لا ينبغى أن تنال من مبادئ حقوق الإنسان التى لا يرون فيها سوى حرية الحركة للإرهابيين وللخلايا التى تقف من خلفها بالتخطيط والتشكيك.

ولم تكن الكلمات السالفة مجرد سطور فى مقال وإنما كانت صورة مرسومة من قلب الأحداث دون ظلال ودون رتوش.. ولك الله يا شعب مصر!
خير الكلام:

<<  بئس قوم يقابلون الحسنة بالسيئة!

كلمات البحث