Close ad

أزمة أئمة مساجد الغرب!

23-12-2020 | 14:15
الأهرام اليومي نقلاً عن

نقاش سياسى وفكرى ومجتمعى ساخن يحتدم حاليا بأوروبا حول أئمة المساجد. كلما وقع تفجير إرهابى، سارع اليمين المتطرف لإلصاق التهمة بالأئمة. إنهم سبب تشدد الشباب المسلم. يأتون من دول بعيدة ولا يفهمون طبيعة مجتمعات القارة العجوز، ولا يتحدثون لغاتها. ثم إن بعض الدول ذات التوجه الدينى المتشدد تمولهم.

هذه التهم التقطها بعض الزعماء، فسارعوا بحظر استقبال أئمة الخارج وإنشاء كليات إسلامية لتخريج دعاة محليين. حدث هذا بألمانيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا. تبدو الفكرة جيدة، أى الاعتماد على مسلمين ولدوا وتربوا بأوروبا لكى ينيروا الطريق للمسلمين هناك. لكن وسط هوجة «أوربة» الإسلام، أى جعله أوروبيا، ينسى السياسيون أن التطرف لا ينشأ بالمساجد بل على الإنترنت، ذلك الفضاء المفتوح الذى يتلقى فيه الشاب آراء ومعلومات متطرفة وإرهابية دون رقابة. هؤلاء الشباب هجروا المساجد بادعاء أن الأئمة مهادنون.

ثم إن تدخل الدولة بالشأن الدينى يجعل المسلمين الأوروبيين يعتبرون المتخرجين فى الكليات طابورا خامسا يخدم الدولة وليس الدين. الإمام البارز بمدينة بوردو الفرنسية طارق أوبرو، صرح للفاينانشال تايمز بأنهم طالبوا بمنع التمويل الخارجى للمساجد ليس بسبب التطرف، ولكن لأنه يزيد عزلة الأجيال الشابة التى لا تستطيع التواصل مع رجال دين لا يتحدثون لغتهم ولا يفهمونهم، لكن ماكرون حول القضية إلى سياسة وتطرف.

هولندا أدركت خطأ التدخل الرسمى، فتخلت عن تأسيس مركز لتدريب الأئمة بعد خسارة المشاركة المحلية. المشاركون اعتبروه برنامجا أمنيا وليس مجتمعيا. المسلمون، وليس الدولة أنشأوا، كلية كمبريدج الإسلامية البريطانية، وهى نموذج ناجح للتعامل مع القضية. الدولة دورها حماية المبادرات المسلمة لا توجيهها.

فالمتطرفون الأوروبيون يوجهون رسائل الكراهية والعنف للمؤسسات الإسلامية. وعلى سبيل المثال، فإن بولنت أوكار مدير الكلية الإسلامية بشمال غرب ألمانيا يقول إنهم جعلوا اللوحة المكتوب عليها اسم الكلية صغيرة جدا خوفا من هجمات دعاة الإسلاموفوبيا.

فى ألمانيا فقط، هناك 3 أو 4 هجمات أو تخريب لممتلكات مسلمة أسبوعيا. الثقة والأمان والشعور بالعدالة كفيلة وحدها بتبنى المجتمعات المسلمة مبادرات دولها وعدم اعتبارها محاولات للتدخل بدينها وشئونها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.