ما الذي يدفع المرأة إلى طلب الطلاق؟ هل هناك أسباب تدفع الزوجة إلى هدم حلم حياتها واستقرارها وتعود إلى الحياة من حيث أتت؟
والسؤال الأهم هل كل امرأة تستحيل العشرة بينها وبين زوجها وينتهى الحال بهما إلى الطلاق تود فعلا أن تحمل لقب مطلقة؟ وتصرخ من أعماقها لست زوجى أرجوك "كن طليقي"
للوهلة الأولى وبقراءة أولية لما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء من شهر تقريبا أن لدينا في مصر طلاقا كل دقيقتين و11 ثانية خلال عام 2019.
نعتقد أن انهيار البيوت أصبح هينا وأن البغضاء أصبحت تحل مكان السكن والمودة طبقا لهذه النسبة المفزعة التى تحمل تفاصيلها نسبة مفصلة لكل محافظة؛ حيث تصدرت محافظة القاهرة قائمة أعلى عشر محافظات على مستوى الجمهورية فبها حالة طلاق كل 10 دقائق، تليها الجيزة حالة كل 17 دقيقة، ثم تراوحت محافظات وجه بحرى ما بين حالة كل 29 دقيقة إلى 44 دقيقة باختلاف كل محافظة، والإسكندرية حالة كل 38 دقيقة وأخيرا قنا ومثلها بالتقريب محافظات الصعيد حالة كل ساعة و18 دقيقة لكن الواقع يقر أن هناك أربعة أسباب رئيسية تهدم البيوت مهما كانت مدة سنوات الزواج وذلك كما أظهرت نتائج البحث الذى أجراه المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية عن أسباب الطلاق فأكدوا أن تدخل الأهل هو السبب الرئيسى فى الانهيار المبكر للأسر، يليه الأسباب الاقتصادية، ثم مشكلات العلاقة الزوجية وتأخر الإنجاب. وربع الحالات تقريبا انفصلت فى السنوات الخمس الأولى.
طبيعي أن نستنتج أن الأهل يتدخلون فى تفاصيل حياة الزوجين وخصوصا الحموات ويأتى ذلك للأسف لأن الأسر المصرية تعودت خلال الثلاثين عاما الأخيرة أن تعد كل متطلبات الزواج وتظل طول حياتها تعيش فى أقساط وديون شقق وجهاز وخلافه، وبالتالى فعند حدوث أى خلاف يشعرون بأن شقاهم هو الذى انهار ولابد من استرداده بأكثر المكاسب من قلب خسارة البيوت الناشئة فتربيتنا لأولادنا أصبح بها الكثير من الاعتمادية علينا حتى في الشأن النفسي تعويد الأبناء على إدخالنا في تفاصيل حياتهم وتركوا لنا الحلول وليس مجرد النصائح العامة وخبرة الحياة.
ولم يختلف السبب الثاني للطلاق في المجتمع المصري خلال العام الماضى وهو الأسباب الاقتصادية عما ذكرت من أسباب لأن ضغوط الحياة على الشباب للأسف لا تصقله، كما تربينا بل تعرضه للانهيار والشعور بالضياع والمتاهة أما نسبة 31٪ من حالات الدراسة كان الطلاق بسبب المشكلات الزوجية وعدم الصبر على الإنجاب أيضا وهو السبب الثالث فى انهيار وتفكك الأسر المصرية.
أوضحت الدراسة أيضا عدة أسباب أخرى متفرقة مثل تعاطى المخدرات والخيانة الزوجية والغش والكذب، وانشغال الزوجين بالإنترنت لا يزال يلعب دورا أساسيا فى فتور العلاقة بين الزوجين وتوترها بنسبة 27% من الحالات و15% من نسب الطلاق مرتبطة بالخيانة الزوجية عبر الإنترنت، بواقع 12% للأزواج و3% للزوجات .
الدراسة أجابت على سؤالى هل تفضل النساء الطلاق؟ الإجابة أن المرأة المصرية هى الأكثر تعرضا للضغوط النفسية بسبب الطلاق عقب وقوعه، لأنها كانت تريد الاستمرار فى الزيجة لكن الأسباب السابقة تضطرها إلى الانفصال رغم مشكلات ما بعد الطلاق المادية وحضانة الأبناء وإيجاد عمل مناسب إذا كانت لا تعمل أو تأمين مورد معيشى لها ولأولادها.
لكن هل يصاحب المطلقات الشعور بالندم بعد الطلاق؟ الإجابة وجدتها فى دراسة المركز القومى للبحوث ومن دراسة أخرى أن الرجل هو الذى يشعر بالندم وينهار نفسيا نتيجة أن الأهل والأصدقاء الذين كانوا يشجعونه على الطلاق بعد حدوثه يجد نفسه وحيدًا لا يهتم به أحد ولا يرعى شئونه، وبخاصة إذا كان متعلقا بأبنائه وعليه أن يكون ثابتا أمام المجتمع وأنه غير مهزوم أمام تجربة الطلاق ويكون عرضة للاكتئاب والقلق، وهناك نوع يتمادى الأثر النفسي على جسده فيمرض ويتعرض لأمراض السرطان وغيرها من الأمراض التي تؤثّر عليها الصحة النفسية.
كونوا رفقاء بالأبناء فى مشوار تربيتهم عودوهم على تحمل المسئولية منذ الصغر.. كونوا لهم نموذجا وقدوة فى احترام بعضكم البعض حتى لا يشب أحدهم على أن الطرف الآخر فى منافسة دائمة معه، وأنه لابد أن يكون هناك طرف منتصر وآخر مهزوم فلم شمل البيوت أبقى وأصلح، وإذا كان الطلاق هو أبغض الحلال فإن الرسول أمرنا كما جاء فى حديثه "لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع".