Close ad
14-12-2020 | 11:58

لماذا تتغير طبائع البشر وتنقلب العلاقات الإنسانية من النقيض إلى النقيض؟ فقد أصبح "سوء الظن" وكأنه دستور حياة للغالبية العظمى من الناس بشكل يدفعهم في كثير من الأحيان إلى التسرع في الحكم على الأشياء والتعامل مع "الظاهر" وكأنه حقيقة مؤكدة، بينما هو في واقع الأمر مجرد "وهم" لا وجود له إلا في خيالهم المريض.

وبينما أكتب الآن، عن هذا الموضوع تذكرت حكاية قرأتها منذ فترة تقول: "إنه في إحدى المطارات كانت سيدة تنتظر طائرتها، وعندما طال انتظارها اشترت علبة بسكويت وكتابًا تقرأه بانتظار الطائرة وبدأت تقرأ، وأثناء قراءتها للكتاب جلس إلى جانبها رجل وأخذ يقرأ كتابًا أيضًا، وعندما بدأت بتناول أول قطعة بسكويت كانت موضوعة على الكرسي إلى جانبها، فوجئت بأن الرجل بدأ بتناول قطعة بسكويت من نفس العلبة التي كانت هي تأكل منها فشعرت بعصبية شديدة، وفكرت في أن تلكمه لكمة في وجهه عقابًا له على قلة ذوقه، وكلما كانت تتناول قطعة بسكويت من العلبة كان الرجل يتناول قطعة أيضًا فتزداد عصبيتها.. ولكنها كتمت غيظها إلى أن تبقى في العلبة قطعة واحدة فقط نظرت إليها وتساءلت بينها وبين نفسها: "ترى ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن؟!".

لدهشتها قام الرجل بتقسيم القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف الآخر، فقالت في نفسها "هذا لا يحتمل"، ولكنها كظمت غيظها مرة أخرى وأخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرة، وبعد أن جلست في مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها وإذ بها تفاجأ بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هي مغلفة بالحقيبة!

كانت الصدمة كبيرة، وشعرت بالخجل الشديد، عندها فقط أدركت بأن علبتها كانت طوال الوقت في حقيبتها، وبأنها كانت تأكل من العلبة الخاصة بالرجل!!

فأدركت متأخرة بأن الرجل كان كريمًا جدًا معها وقاسمها علبة البسكويت الخاصة به دون أن يتذمر أو يشتكي!

وازداد شعورها بالخجل والعار؛ حيث لم تجد وقتًا أو كلمات مناسبة لتعتذر للرجل عما حدث من قلة ذوقها، فهناك دائمًا أشياء إذا فقدناها بسبب "التسرع" و"سوء الظن" لا يمكن بأي حال من الأحوال استرجاعها.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
سلاح "الوطنية" وساعة "الخونة"!!

سلاح "الوطنية" وساعة "الخونة"!!

"إللي ما يعرفش"!!

"إللي ما يعرفش"!!

"دفنينه سوا"!!

في عالم السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم؛ بل هي المصالح الدائمة التي تحكم العلاقات المرتبطة بهذا المجال، ولكن للأسف الشديد فإنه مع التدهور الشديد

حبوا تصحوا !!

تشير جميع الدلائل الى أن الموجة الثانية من فيروس كورونا قد تكون أكثر شراسة من موجته الأولى، وعلى الرغم من ذلك فنحن نعيش حالة من اللامبالاة تصل فى كثير

أصحاب القلوب السوداء!!

ذات يوم وقفت إحدى المدرسات بين تلاميذها، وقالت إنها تريد أن يحضر كل واحد منهم في اليوم التالي ومعه كيس به ثمار البطاطس، وطلبت أن يطلق كل واحد منهم على ثمرة البطاطس اسم شخص يكرهه!!

لعنة "والي عكا"

كلما شاهدت فيلم الناصر صلاح الدين، وهو من كلاسيكيات السينما المصرية، أتوقف كثيرا أمام شخصية والى عكا التى جسدها ببراعة الفنان توفيق الدقن، فمن أين أتى

"تعويذة" هدم الدولة!!

علينا أن نعترف بأننا نعيش الآن ظروفًا معيشية قاسية.. فلا أحد ينكر تلك الحالة الصعبة التى "تعصر" الجميع دون استثناء فى ظل ارتفاع جنونى فى أسعار كل شيء،

"غشاوة" العيون!!

منذ عدة سنوات، وبينما كنت أسير في أحد شوارع مدينة شتوتجارت المعروفة بقلعة الصناعة في ألمانيا، لفت نظري حالة الانبهار التي شاهدتها في وجه صديق صحفي كان

"جريمة" الدكتورة إيناس!

من حق الجماعات الإرهابية ودعاة الفكر المتطرف أن يكرهوا الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، كرهًا يفوق كراهية "الذئب" لضوء "النار"، فكما هو معروف أن

المرار "الطافح"!!

هل أفرط "البسطاء" في أحلامهم المشروعة بأن الرئيس السيسي، الذي جاء بإرادة شعبية غير مسبوقة سوف ينقلهم ـ وبقدرة قادر ـ إلى دنيا غير الدنيا وإلى مستوى من

"وقاعين الشيل" الجدد!!

كتبت من قبل عن تلك النوعية من الناس الذين كنا نطلق عليهم فى قريتنا بسوهاج أيام زمان اسم "وقاعين الشيل" هؤلاء الناس كانوا من محترفي إيذاء السيدات وخاصة