Close ad
8-12-2020 | 13:41

إنهم يصنعون التاريخ. لا يهم إن كان للأفضل أم للأسوأ. سيطروا على السياسة، فأوصلوا زعماء وأحزابا شعبوية للسلطة. أهدافهم واضحة: أمريكا أولا وانجلترا وفرنسا وأستراليا أولا. لا للمهاجرين ولا للمختلفين عرقيا ودينيا. الوظائف لنا، وليس لأبناء شعوب أخرى. إنهم الذكور البيض، أبناء الطبقة العاملة الذين أحدثوا ثورة سياسية بالغرب خلال السنوات الماضية، ومستمرون، على الأرجح، لسنوات لا يعلمها إلا الله.

يعتقدون أن بياض البشرة والذكورة امتياز، والعكس صحيح. أن تكون ملون البشرة أو امرأة، هذا يجعل تصنيفك الإنسانى والاجتماعى أدنى. بالغرب عموما، من يحظى بالتعليم الجامعى قلة قليلة. غالبية الشباب تكتفى بما يعادل الشهادة الثانوية وتدخل سوق العمل. هذه الفئة عانت كثيرا خلال السنوات الثلاثين الماضية. كانت العولمة وبالا عليها. طحنتها البطالة بعد انتقال الوظائف لدول نامية رخيصة العمالة، وجاء المهاجرون، فحلوا محلهم. أفكارهم سطحية لكن ما وقر بعقولهم أنهم الأفضل والأقوى، ومع ذلك يأتى أناس من مجتمعات (متخلفة) ليأخذوا وظائفهم.

فى بريطانيا يريدون وطنا صغيرا منغلقا على نفسه وكارها للغرباء بمن فيهم الأوروبيون. تدغدغ مشاعرهم أوهام عن مجد بلادهم، ولا يصدقون أنه انتهى. يشعرون، كما تقول الكاتبة البريطانية جيميما كيلى،إن المتعلمين والنخبة يحتقرونهم ويسخرون منهم. عانوا الإحباط لدرجة أن وفيات اليأس لدى فئة الذكور الأمريكيين بمنتصف العمر، أدت لانخفاض متوسط الأعمار إجمالا.

لم يستوعب السياسيون التقليديون من اليمين واليسار ما حدث واستمروا يتغنون بالعولمة والانفتاح على العالم، بينما استغلت جماعات اليمين المتطرف هذا الإحباط ولعبت على المشاعر، فاجتذبت ملايين الأصوات. بدأ الأمر منتصف 2016 برفض استمرار بريطانيا بأوروبا ثم تكلل نهاية العام بوصول ترامب للسلطة، لينقلب العالم رأسا على عقب. ازدهر المدى الشعبوى ببلدان عديدة من الفلبين للهند والمجر والنمسا والقائمة تطول.

هزيمة ترامب لا تعنى نهاية الهوجة أو الثورة (سمها ما شئت). توقفت المسيرة مؤقتا، لكنها ستتواصل طالما ظل هؤلاء الذكور يشعرون بالغضب فى مجتمعاتهم، فلا تعليم جيد ولا وظيفة دائمة فى وقت تعاملهم النخبة باعتبارهم طبقة أدنى اجتماعيا واقتصاديا.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.