Close ad
8-12-2020 | 13:35

الزيارة التى يقوم بها الرئيس السيسى حاليا لفرنسا، بدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، تثير بالطبع قضايا كثيرة ومهمة ترتبط بالعلاقات الاستراتيجية المتشعبة بين البلدين، وتطرح نفسها على المحللين والمراقبين السياسيين. غير أننى هنا أنظر إلى تلك الزيارة فى سياق خصوصية العلاقات المصرية الفرنسية ، وهى خصوصية تعود ـ فى العصر الحديث ـ إلى حملة نابليون بونابارت إلى مصر، وما صحبها وتلاها من دور فرنسى رائد وعظيم فى كشف الحضارة الفرعونية و سبر أغوار تاريخ مصر القديم.، منذ أن كشف الشاب الفرنسى العبقرى فرانسوا شامبليون رموز اللغة الهيروغليفية. حقا، لدينا ذكريات سيئة ارتبطت بالذات بالاستعمار الفرنسى للجزائر، ومشاركة فرنسا فى العدوان الثلاثى على مصر فى 1956 ، ولكن تلك الذكريات لا تنال فى النهاية من قيمة وأهمية العلاقات الوثيقة بين مصر وفرنسا.

إن فرنسا ليست مجرد دولة كبرى ـ بمصطلحات عالم مابعد الحرب الثانية ـ ولكنها حضارة و ثقافة عريقة ومتمايزة على مستوى العالم كله، واللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية كانت هى الغالبة بين النخبة الثقافية المصرية حتى ثورة 1952. ومع أن مصر لم تكن أبدا ضمن المستعمرات الفرنسية فى إفريقيا وآسيا إلا أنها كانت عضوا أساسيا بمنظمة الفرانكوفونية الدولية التى كان د. بطرس بطرس غالى أول أمين عام لها بين 1997 و2002.أما بالنسبة لى على المستوى الشخصى فإن إعجابى بفرنسا وتاريخها وثقافتها يعود بالذات إلى فترة دراستى للماجستير عن ظاهرة الثورة فى العصر الحديث، والتى احتلت فيها الثورة الفرنسية مكانة مركزية بشعاراتها الخالدة عن الحرية والإخاء والمساواة.

تتبقى بعد ذلك ملاحظة اخيرة، وهى أننى كنت (فى أثناء الدراسة الإعدادية والثانوية) من الجيل الذى طبق عليه القرار الذى اتخذ عقب العدوان الثلاثى بشأن قصر دراسة اللغات الأجنبية على لغة واحدة، فحرمت من دراسة الفرنسية، فخلقت معى شعورا بنقص لم أسلم منه أبدا، وهى أنى ـ للأسف ـ لا أعرف الفرنسية!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..