Close ad
6-12-2020 | 14:06

عملت 256 يوما دون توقف. مرضاى يكافحون العزلة وكورونا.. إنهم منقطعون عن العالم إلا من خلال التليفون. يريدون فقط رؤية عائلاتهم. يمكثون ليلا ونهارا بغرفة مع طاقم طبى يرتدى أفراده ملابس أشبه برواد الفضاء. لم أتعرض للانهيار لكن الممرضات، يبكين فى منتصف النهار. هكذا تحدث الطبيب الأمريكى جوزيف فارون بأحد مستشفيات هيوستن، بعد انتشار صورة له محتضنا أحد مرضاه.

لو حكى الأطباء والعاملون بالمستشفيات عن معاناتهم زمن كورونا، لقدموا شهادات إنسانية يعجز أبرع الأدباء عن كتابتها. لكنهم يعملون بصمت. يتقدمون صفوف المعركة. يستشهد منهم العشرات بينما يواصل الباقون القتال. لا يطلبون شيئا سوى التزام الناس بالإجراءات لحماية أنفسهم. يقول فاران: أشعر بالإحباط. كل يوم يذهب المواطنون للمقاهى والمطاعم ومراكز التسوق. إنه أمر جنونى. لا أريد أن أحتضنهم بالمستشفى. أتمنى ألا يخوضوا تجربة المرض ويتعرضوا لعزلة إجبارية عن أحبتهم.

بمجرد أن وصلت لعملى- تقول الممرضة مولى فرانسيس بمستشفى فى نيويورك - أبلغونى أن المريض الذى أتابعه يحتضر. أصبح الأمر طبيعيا. ليس هناك شعور أسوأ من أنك عاجز عن فعل شيء. يحز بنفسى أن يفقد مرضاى الأمل. يقول أحدهم: لا أريد شيئا من الدنيا. فقط أرغب فى العودة لمنزلى وليكن ما يكون. تواصل: أبكى كثيرا؛ لأنى أعرف عديدا من الأشخاص لم يعودوا يأخذون مسألة ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعى بجدية، بل إنهم يخططون للقيام برحلات جماعية أو قضاء العطلات معا. إنهم لا يدركون أن كورونا لا يزداد سوءا فقط، لكنه وصل لمرحلة الأسوأ. لا يمكننا محاربته وحدنا.. قوموا أنتم أيضا بدوركم.

لسنوات طويلة، امتلأت الصحف وانشغل الإعلام بالحديث عن أخطاء الأطباء. الآن، يمر خبر استشهاد طبيب باعتباره أمرا عاديا يحدث كثيرا. حان الوقت لتكريم حقيقى لهؤلاء الجنود الذين لا يكتفون بالكلام والنصائح بل يقدمون أنفسهم فداء لمصر والمصريين. لا أقل إذن من نظرة أخرى، مختلفة تماما عما سبق، لأوضاعهم المعيشية والمهنية وإعطائهم الأولوية فى الحصول على اللقاح عندما يتوافر. ومع أن الشكر مطلوب، إلا أنه لم يعد يكفى.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

الأكثر قراءة