ولد الشاعر والكاتب الصحفى «كامل الشناوى» فى 7 ديسمبر 1908.. هو برج القوس. مولود هذا اليوم مغامر، ويهتم بمجالات متعددة.. عنيد، يستمع لعقله فقط، ويميل لإخفاء جوانب من شخصيته لذلك يبدو غامضًا جدًا.
إن روح المغامرة وهذا الغموض فى شخصية «كامل الشناوى» هما السبب فى هذا الجدل القائم حول قصيدتى «لا تكذبى» و«حبيبها»..هل كانت القصيدتان من وحى الخيال أم هما نتاج تجربة حياتية؟!
برج القوس ينتمى لمجموعة الأبراج المتبدلة، مما يجعله مشوش العاطفة.. متبدل المشاعر.. يشك فى كل شيء من حوله. يبحث عن علاقة حب مثالية مطلوب إثباتها بعطاء ليس له آخر، ولا تشوبه شائبة، أى تقصير يصدمه ويصيبه بالتبدّل والشك فى هذا الحب.
إن شِعر «كامل الشناوى» هو خير مثال للتعبير عن كل هذه المشاعر والتقلبات، حتى قال عنه الكاتب/ مصطفى أمين: «قلبه مثل برامج السينما تتغير كل أسبوع، ومثل جمهوريات أمريكا اللاتينية مليئة بالانقلابات».
مولود القوس مولع باكتشاف الجنس الآخر من كل لون، لذلك يقال إن رجل القوس يحلم فى سره أن تكون له امرأة فى كل بلد... هو مجرد حلم ورغبة فى الاكتشاف والمعرفة!
الجدير بالذكر أن الرقم 7 فى ميلاد «الشناوى» هو رقم «نبتون» كوكب الأحلام والحب مما يجعل مولود هذا اليوم يرى الأحلام كأنها حقيقة واقعة.. هو يتمتع بخيال قوى وقدرة على التعبير عن الخيال كأنه واقع ملموس. رغم التشوش العاطفى لمولود القوس، هو يتميز بوضوح الفكر. هو أفضل شخص يستطيع أن يعبر عن مشاعره المرتبكة، يمسك بتفاصيل المشهد ويمثله بكلمات مؤثرة.. كما أن القوس المتبدل بارع فى استخدام الألفاظ التى تحمل معانى مزدوجة.
رمز القوس هو «القنطور».. فى الأساطير هو كائن خرافى نصفه انسان ونصفه فَرَس..القوس نصفه يدعو للمثاليات والروحانيات والسمو فوق الماديات، ونصفه الآخر خاضع للماديات والواقع وما تفرضه عليه طبيعته البشرية.. هذا الصراع بين الروح والجسد يصوره شاعرنا ببلاغة فى مقولة (بعضي يمزق بعضي) فى قصيدة (حبيبها).
اشتهر «الشناوى» بالتشاؤم لكن فى الأساس الشخص القوس متفائل. هذا التفاؤل هو السبب فى إصابته بالإحباط أحيانا. قد تكون كل الشواهد تدعو للتشاؤم، لكنه يختار بإرادته أن يعيش فى عالم من الخيال رغم رؤيته للواقع المؤل فى قصيدة (لا تكذبي) يصور شاعرنا ذلك فى مقولة: «فلطالما باركت كذبك كله ولعنت ظني»، وفى قصيدة (حبيبها) يسأل عقله وقلبه، ثم يختار الانسياق للمشاعر!
القوس محب للخير، وعندما يسدى إليك بنصيحة فلأنه يريد لك الخير.. إذا اقتنع بك فسيقف بجانبك. كم من فنانين وقف بجانبهم «كامل الشناوي».. كل موهبة جديدة كان يساعدها حتى تنجح، ثم يمتطي حصانه ويرحل متوجها نحو موهبة أخرى تحتاج لمن يرشدها فى الطريق.
هو القوس الذى يمدك بالأمل فى أحلك الظروف، ويُحلي أوقاتك عندما يستبد بك اليأس، ويملؤك بالحماس عندما تشعر بالإحباط.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام