Close ad
5-12-2020 | 19:21

الدول كالأفراد، لا تدخر جهدا للتفاخر بإنجازاتها ومجدها. الجميع لديه رغبة شديدة فى أن يكون الأول. يتحايل وربما يكذب لإثبات أنه الرائد، وغيره التابعون. الاتحاد السوفييتى السابق أعاد كتابة التاريخ لتأكيد أنه الأول علميا واقتصاديا ورياضيا.

الآن، الدول محدثة النعمة تنفق الملايين للترويج بأنها فى المقدمة بغض النظر عن الحقائق، والدول التى غادرها المجد تتشبث بأهداب العظمة الزائلة.

بريطانيا، التى غابت عنها شمس الإمبراطورية تسلك هذا الطريق فى عهد جونسون. ملأت الدنيا بكلام كثير عن أنها أول دولة غربية تجيز لقاح كورونا. تغريدات على غرار: فزنا بالسباق. لحظة عظيمة للإنسانية. الشمس ستشرق مجددا. لا أحد يشكك بكفاءة نظام التحقق البريطانى من الأدوية الجديدة، لكن بعض التواضع ضروري، فاللقاح أنتجته جزئيا شركة ألمانية ويتم تصنيعه فى بلجيكا.

السفير الألمانى بلندن استفزته حالة الانتصار الوهمية فغرد: لماذا يصعب الاعتراف بأن ما تحقق جاء نتيجة جهود عالمية، والنجاح للجميع. المفارقة أن بريطانيا بين الأسوأ عالميا فى مواجهة الفيروس نتيجة تضارب القرارات وتأخر اتخاذها، كما أن اقتصادها تراجع بنسبة لم تحدث منذ 300 عام.

تصوير الأمر إذن بأنها تستطيع فعل المعجزات بعد الخروج من أوروبا، كلام للاستهلاك المحلي، وتحويل للبحث العلمى لأداة سياسية. للأسف، جونسون ووزراؤه بارعون فى تحويل كل حدث لمعزوفة قومية كبري.

فى 2 يناير الماضي، قال: 2020 سيكون رائعا، ضاربا الهواء بقبضة يده، فإذا بالعام هو الأسوأ، لبلاده وله شخصيا. فكيف سيكون 2021؟ بالطبع، لن يألو جهدا للحديث عن أن بريطانيا ينتظرها العظمة والمجد والنصر.

المشكلة أن كل كلام السياسى مسجل عليه صوتا وصورة. لم يعد الأمر يحتاج للغوص فى أضابير أرشيفات الصحف. الإنترنت أصبح وسيلة كشف الأكاذيب فى عصرنا. ومع ذلك، يواصل السياسيون قصف الناس بالوعود ويغيرون الحقائق ويتحدثون عن انتصارات لم تحدث معتمدين على الانقسام العمودى بكل المجتمعات.

نصف المجتمع مستعد لتصديق السياسى الذى يؤيدونه بغض النظر عن ملامسة ما يقول للحقيقة، ويرفضون أى كلام للسياسى الذى يعارضونه مهما كان وجيها وأقرب للدقة.

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

الأكثر قراءة