Close ad

"العنف ضد المرأة" .. حملة واحدة لا تكفي!

28-11-2020 | 07:26

رغم إعلام الأمم المتحدة عن احتفائها بـاليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي وافق 25 نوفمبر الجاري، إلا إن القنوات الفضائية، ووسائل الإعلام كانت تغرد في اتجاه آخر، فباستثناء ما قامت به مجلة "نصف الدنيا" التي ترأس تحريرها مروة الطوبجي، من تغطيات للحدث في ملف شامل عن "العنف ضد المرأة" لم نلحظ تركيزًا من قبل الفضائيات، حيث غابت حتى برامج المرأة عنها.

وقد انطلقت يوم الأربعاء حملة الـ"16 يومًا لمواجهة العنف ضد المرأة" في جهات عدة، وتستمر حتى العاشر من ديسمبر، وكم كنت أتمنى أن تتكاتف كل الوزارات المعنية، والمؤسسات لوقف ما يحدث من عنف ضد المرأة في مختلف الأوجه، ومنها الدراما، إذ أصبحت الأعمال الفنية في مصر فاعلة في تشويه صورة المرأة، ومنها أفيش فيلم يستفز المارة وهو فيلم "الصندوق الأسود" وفيه تبدو نجمة الفيلم مقيدة ومكبلة الفم واليدين، وحتى في المسلسلات التي عرضت مؤخرًا تبرز صورة المرأة إما منكسرة، أو مشتتة بين المحاكم، أو خائنة، وكأننا لم نعد نكتب في الدراما غير هذه الأفكار.

وقد أعلنت الأمم المتحدة تنويها لهذا اليوم بأن قالت إنه مع تنفيذ البلدان تدابير الإغلاق لوقف انتشار فيروس كورونا، اشتد العنف ضد المرأة وبخاصة العنف المنزلي في بعض البلدان، حيث زادت المكالمات إلى أرقام المساعدة خمسة أضعاف.

واتخذت هذه الحملة للقضاء على العنف ضد المرأة لهذا العام شعارا يبعث على التفاؤل وهو "تحويل العالم إلى البرتقالي: موّلوا، واستجيبوا، وامنعوا، واجمعوا "

مع تدشين 16 يومًا من النشاط الذي سيختتم في 10 ديسمبر 2020 الذي يزامن حلول اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

والمؤسف هنا وما نتغافله أن المرأة المصرية هي التي تحتاج إلى الرعاية، فهي ليست سلعة تستخدم للترويج في المسلسلات والأفلام، بل هي القيمة التي يجب أن يحتفى بها في الدراما، وقد كانت في السابق أعمالنا تحتفي بالأم فكتب الشاعر الكبير حسين السيد أجمل الكلمات التي تغنت بها فايزة أحمد "ست الحبايب " وصنعت السينما لها أعمال رائعة، فصورة الأم تتجسد في فردوس محمد، وأمينة رزق، وجملات زايد، ومديحة يسري وحتى الأجيال التي أتت بعدهن مثل يسرا ونبيلة عبيد وليلى علوي وإلهام شاهين وهالة صدقي قدمن الأم بصورة إيجابية.

وفي هذا الصدد دار حديث بيني وبين الدكتورة سوزان القليني، رئيس لجنة الرصد بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ورئيس لجنة الإعلام بـالمجلس القومي للمرأة، التي أكدت إنها تحاول بشتى الطرق الوقوف ضد ظاهرة العنف ضد المرأة، لكن دور اللجنة يقتصر على الرصد والتحذير، لأنه ليس تنفيذيا.

ومن دورها المهم بدأت القليني حملة الـ"16 يومًا" بحوارات وناقشات من خلال تطبيقات الزووم على الإنترنت، وتضمنت طرح أوراق للمناقشة عن الجرائم الإليكترونية وتأثيرها على المرأة، وسياسات تأثير شبكات التواصل، وانعكاسها على المرأة، ومبادرة "غير الصورة".

وهي محاولات جادة لوضع حد لما تتعرض له المرأة من عنف، فقد تصادف مروري بمنطقة ميدان ثكنات المعادي وشاهدت دماء الفتاة التي أريقت بسبب لصوص حاولوا سرقة حقيبتها، وتم سحلها لتصطدم رأسها بالأرض، لم أنم ليلتها وأحمد الله إن القضاء قال كلمته العادلة وأحال أوراقهم إلى فضيلة المفتي.

ومن ثم كان الأحرى بكل الفضائيات المصرية، وسط اهتمامها بتغطيات منافسات دوري أبطال إفريقيا، أن تخصص برنامجا في كل قناة لهذه المهمة، وأن يتم وضع شارة "لا للعنف ضد المرأة" على كل قناة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: