Close ad

انسحاب أمريكى أم استقالة؟!

19-11-2020 | 14:33

مع الضجة المندلعة حول الانسحاب الأمريكى من الشرق الأوسط، يشعر المرء كما لو أن أمريكا ستستقيل من دورها ونفوذها ومصالحها بالمنطقة وتصبح مثل سويسرا.. دولة لها سفارة، يكتفى مسئولوها بزيارات من حين لآخر دعما للتبادل التجارى والاقتصادى وربما الثقافي.. للأسف، هذه أحلام يقظة لن تتحقق فى المدى المنظور.

الحديث يدور عن خفض القوات بأفغانستان والعراق، وليس أن يحمل آخر جندى أمريكى عصاه ويرحل على الطريقة الاستعمارية القديمة. حتى هذه الخطوة مرفوضة من البنتاجون وغالبية السياسيين خاصة الجمهوريين الذين اعتبروها بمثابة ترك للميدان يذكّر العالم بالرحيل المهين من فيتنام عام 1975. لكن ترامب يستخدم حدوتة الانسحاب لإثبات أنه لم يدخل حربا وسعى لإعادة الجنود من هذا العالم (وتحديدا الشرق الأوسط) الذى لا يستحق تضحية أمريكا من أجله. وإذا قرر ترشيح نفسه للرئاسة عام 2024، كما يتردد، ستكون تلك إحدى أوراقه الانتخابية.

أمريكا موجودة بكثافة من خلال قواعدها العسكرية وأساطيلها. وإذا وقع حادث مفاجئ، فإن التقدم العسكرى الهائل يضمن لها الوصول قبل الآخرين، والمهام التى كانت تقوم بها جيوش جرارة قبل ربع قرن، تتكفل بها حاليا طائرات مسيرة وحاملات طائرات وأسلحة متقدمة أخري. المحلل السياسى ستيفن كوك يرى أن المخاطر على المصالح الأمريكية بالمنطقة، تضاءلت بشدة. ليس هناك تهديد لتدفقات البترول ولا لإسرائيل. إيران يجرى تحجيم طموحاتها رغم كل الحديث عن تهديداتها. الأمر يحتاج لإعادة تنظيم للموارد واستخدام أذكى للإمكانات لتحقيق الأهداف.

تجرية أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر، من غزو لأفغانستان ثم العراق، واستسهال استخدام القوة العسكرية بسبب أو بدونه، أوجد معارضة شعبية أمريكية خاصة مع تصاعد أعداد الضحايا. ترامب يلعب على وتر هذا النفور المتنامي. يريد تقليل وجود بلاده العسكري، والذى أجج الصراعات وأسهم بظهور تنظيمات إرهابية اكتوت المنطقة بنيران إرهابها ودمويتها كالقاعدة وداعش وطالبان.

الإستراتيجية الأمريكية لم تتغير، وهى أن الشرق الأوسط منطقة نفوذ حصرية غير مسموح للقوى الأخرى بالعبث فيها. حتى التغيير فى التكتيك الذى يقترحه ترامب مرفوض من قيادات البنتاجون والسياسيين.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

الأكثر قراءة