Close ad

ترامب وبايدن .. كورونا سياسية!

16-11-2020 | 08:30

لا أظن أننى عايشت مثل هذا المشهد على طول اشتغالى بالعمل الصحفى لمدى زمنى بعيد يمتد إلى أكثر من 55 عاما.. أتحدث عن المشهد السياسى الإعلامى فى أمريكا التى يمتلئ أفقها الواسع الذى يشمل 50 ولاية بالتساؤلات الحائرة التى يحفل بعضها بالإشارات والرموز الغامضة، بينما تتصاعد كمية التساؤلات المزدحمة باتهامات وتراشقات فى انتظار لحظة الحسم والبت النهائى بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية التى فتحت سماء المشهد السياسى الأمريكى لسحب كثيفة تنذر بعواصف عاتية تهدد قدسية الزهو بالديمقراطية فى بلد يتباهى بـتمثال الحرية!

إن الحقيقة الغائبة حتى الآن حول صحة وسلامة العملية الانتخابية هى السبب فى تلك التعقيدات المحيطة بالمشهد الأمريكى ومن ثم فإن إعلان الحقيقة هو الطريق الوحيد لاستعادة ثقة الأمريكيين فى نظامهم الديمقراطى مع استمرار غياب الحقيقة الذى قد يقود أمريكا إلى طريق مسدود لأن تداعيات هذه الأزمة لن تنتهى بمجرد إعلان النتيجة وإنما هناك إفرازات سلبية مرشحة للزيادة فى السنوات المقبلة.

إن المسألة لم تعد مسألة استمرار ترامب المتشبث بمقعده أو مجيء جو بايدن الذى يتمسك بالنتائج المعلنة حتى الآن ويأبى أن يتعرض لما تعرض له سلفه الديمقراطى آل جور عام 2000 حيث جرى إقصاؤه لمصلحة جورج بوش الابن بعد معركة قانونية ضارية حول أصوات ولاية فلوريدا!

نحن أمام مشهد جديد على الأمة الأمريكية يكاد ينقسم فيه الناس إلى جمهوريين يؤيدون ترامب وديمقراطيين يناصرون بايدن، ومن يدرى إلى أين تمضى عملية التفتت والانقسام الحزبى فى أمريكا بعد أن بلغت لأول مرة هذه الدرجة من الحدة والسخونة بل والغلظة والخشونة فى لغة الخطاب الإعلامى ودفعت الكثيرين إلى التساؤل حول مستقبل أمريكا؟!

ورغم كل هذه السحب والغيوم فى سماء المشهد الأمريكى فإن الديمقراطية لن تنهار وسوف تثبت صلاحيتها بمدى قدرة الأمريكيين على معالجة السلبيات وسد الثغرات التى ظهرت مع التصويت المبكر عبر البريد الإلكترونى فأحد أسوأ إفرازات جائحة كورونا اللعينة التى لم تحصد أرواح آلاف الأمريكيين وإنما كانت على بعد خطوات من حصد الروح الديمقراطية فى بلد الـ 50 ولاية!

ثم أليس غريبا ومدهشا أن تكون وسائل الإعلام هى وحدها مصدر إذاعة نتائج الانتخابات - قبل اكتمال عمليات فرز الأصوات - بينما الجهات الرسمية الأمريكية فى حالة صمت مريب فلا هى تعلن شيئا عما يجرى ولا تؤكد أو تنفى تلك البلبلة السياسية!

وعلينا ألا ننسى أن سلاح كورونا كان أقوى أسلحة جو بايدن فى معركته الشرسة مع ترامب من أجل الفوز بالبيت الأبيض.. لعنة الله على كورونا التى اتضح أنها جائحة سياسية بامتياز!

خير الكلام:

<< لسان الجاهل مفتاح مصائبه!

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث