Close ad

قتل الأبناء .. ولغتنا الحزينة .. ومصارعة الثيران الجديدة

15-11-2020 | 13:16

إن بعض الآباء لا يدركون ان حسن توجيه وتربية أبنائهم هو أفضل ادخار وثروة يدخرونها لهم بل أيضا يدخرونها لأنفسهم بالحرص على تنشئة أبناء أحسنت تربيتهم فيصبحوا خير استثمار لأنفسهم ولبلدهم ولهم أيضا فى خريف أعمارهم وللأسف ان يغيب هذا عن آباء المفروض أن يكون لهم من الوعى والثقافة ما يجعلهم يدركون ما يفعله التدليل والتهاون فى التربية فى سنوات التكوين من نتائج.

> تحية للنائب العام المحترم حمادة الصاوى الذى لم أتشرف بمعرفته واتابعه من خلال مسارعته بقرارات تعيد لمجتمعنا انضباطا بعد انفلات وتواجه خروجا طال عن قيمنا الأصيلة وما نشأت عليه الأجيال التى شاركت فى بناء وصناعة انتصارات مصر وتواجه التطاول وعدم الاحترام والتحرش بالألسنة والأيدى الى ما يكاد يكون سمة لكثير من الأجيال الصغيرة أتيح لى أن ألاحظ تغييرات غريبة وسلبية على فتى كنت أعرف دماثته وتهذيبه وعندما ابديت ملاحظتى له قال إنه يخشى إن ظل على أخلاقه بين اقرانه فى المدرسة أن يعتبروه ضعيفا !! وللأسف يزيد الطين بلة عندما يحس بعض الابناء أن مناصب أو مكانة أسرهم وآبائهم تضعهم فوق المجتمع وفوق البشر. ومن هنا تزداد أهمية وقيمة قرارات النائب العام وتطبيق القرارات والقانون بعدالة ودون تمييز .

أحسنوا تربية ابنائكم تحسنون لهم ولأنفسكم ولبلدهم وحاضرهم ومستقبلهم ولا تجعلوا إساءة التربية والتدليل الذى أضاع أبناء ويجلب لهم ولكم ما يسىء ويخجل وأين ما قيل ويقال عن مبادرات بناء الشخصية المصرية بالإضافة إلى عدم السماح بعودة كثير من سلبيات من افسدوا الماضى القريب.

> أما ثانى القرارات المهمة خلال الأسبوع الماضى فهو قيام رئيس مجلس الوزراء بسحب تراخيص البناء من المحليات واسنادها إلى الجامعات واعتبار كل جامعة مستشارا هندسيا مسئولا عن منح هذه التراخيص ومراجعة مواصفات البناء ثقة فى الخبرة والضمير العلمى والاخلاقى والوطنى لأساتذة الجامعات. جاء القرار استكمالا لثورة حماية ما تبقى من أخصب الاراضى الزراعية فى الوادى القديم ولإيقاف تمادى ما أراه اخطر جريمة ارتكبت فى تاريخ مصر الحديث بمواصلة البناء فوق اخصب اراضينا الزراعية والتى شجع عليها التصالح فى المخالفات وتوصيل المرافق للمبانى المخالفة ومنع ازالة العدوان على الارض وكانت المحليات هى المسئول الأول عنه وارجو أن يستكمل رئيس مجلس الوزراء قراره المهم برسم خطط تضع أمام المواطن حلولا لاحتياجه للتوسع فى البناء دون اللجوء إلى جريمة البناء على الارض الزراعية وأرجو العودة الى ما نشرته الاهرام بقلم الزميل انور عبداللطيف سبتمبر 2020 عن أحدث صور للأقمار الصناعية وما اعلنه العالم فاروق الباز عما اظهرته من مناطق التنمية والتوسع المقترحة لمناطق جديدة للزراعة والتوسع السكانى الى أن نستطيع أن نتعامل مع الزيادة السكانية والتى مازلنا عاجزين عن رسم وتطبيق سياسات ترشيد وتوعية وحسن استثمار للسكان كقوة بشرية ولماذا انقضت الدورة البرلمانية دون أن يصدر قانون المحليات.

> ثالثة القضايا التى استوقفتنى خلال الأيام القليلة الماضية فهى خاصة باللغة العربية ... فكم يؤلم ويجرح ما وصلت اليه على ألسنة أولادنا بل وعلى ألسنة مسئولين كبار ... كم يؤلم تعثر اولادنا فى نطق لغة بلادهم ومهاراتهم فى اللغات الأجنبية وحروف اللاتينية التى يكتبون بها جملا عربية ... وكالمعتاد نداءات ودق أجراس كثيرة من كتاب ومثقفين وما من مجيب ومن أحدث ما قرأت عن مأساة ما وصلت إليه اللغة العربية كان على صفحات الأهرام بقلم الشاعر والكاتب الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى ووصول الأمر الى ما يبدو أنه استعلاء على اللغة الأم وعدم المبالاة بإتقانها وما موقف عملية تطوير التعليم التى تحدث فى مصر الآن وهل تعطيها الاهتمام الواجب بها وتجعل إتقانها من أسس هذا التطوير اعتمادا على رفع كفاءات معلميها وتطوير طرق تدريسها وجعلها مادة أساسية فى أشكال والوان التعليم الأجنبى علاوة على مدارس الحكومة ولا أجد غرابة فى مستوى اللغة العربية على ألسنة ابنائنا وهى تعانى وتكسر على ألسنة بعض من يجب أن يكونوا قدوة فى ضبطها على ألسنتهم باعتبارها جزءا أصيلا من الهوية والثقافة والحضارة.

> آن الأوان لوقفة جادة تحاول إعادة اللغة بسلامتها وجمالها وهى تدرس فى مدارسنا الوطنية والاجنبية وجميع جامعاتنا دون تفرقة بين العلوم الاجتماعية والانسانية والجامعات التى تقدم العلوم الحديثة.

أرجو ان نأخذ بالجدية الواجبة دعم وتنفيذ ما نشر عن قيام وزير الشباب بتوجيه دعوة للفنان جمال سليمان لاطلاق مبادرة شبابية للحفاظ على اللغة العربية ـ وأهمية الدعوة إلا أن هذه المهمة القومية اكبر وأشمل من أن تقوم بها وزارة بمفردها وتحتاج مشاركات وخططا متكاملة بين جميع الوزارات والمؤسسات صاحبة الأدوار الفاعلة فى تحقيقها ابتداء بألعاب الاطفال على الأجهزة والتقنيات الحديثة التى يلتصقون بها ليلا ونهارا . وأذكر بأن أفلام الكارتون الناطقة بالفصحى كانت بين عوامل ساعدت الأجيال الصغيرة على إتقانها بالإضافة إلى مسئوليات التعليم والثقافة والاعلام وألفت نظر بعض الاعلاميين الى عدم استخدام كلمات وعبارات تتجاوز إلى مستويات دارجة لا تليق! ونشر الوعى بقيمة وأهمية اللغة الوطنية وإطلاق مبادرات ومسابقات تحفز وتشجع تعلمها وإتقانها عبر طرق ووسائل محببة وميسرة ترغب فيها وتسهل تعلمها وتبرز جمالياتها وأذكر بما يفعله الكيان الاستعمارى الاستيطانى لإحياء العبرية بينما بيننا من أبناء اللغة العربية من يستهينون بل ويستعلون عليها ويحاولون وأدها.

> مثل الملايين الذين يتابعون المشهد الانتخابى فى الولايات المتحدة حيث يتصارع رئيسان، واحد اطلق على نفسه منتخبا والثانى يرفض الاعتراف به ويصارعه فى ساحات القضاء ... نوع جديد من مصارعة الثيران! الأول امتداد لمن صنعوا الفوضى الخلاقة وهدم الدول لإعادة بنائها بما يحقق مصالحهم ومصالح الكيان الاستيطانى والاستعمار الأخير فى الارض والثانى حتى اليهود فى بلاده خذلوه وحجبوا عنه 77% من أصواتهم بعد أن وضع ما تبقى من اراضى فلسطين لقمة سائغة فى فم العدو.

> متى ندرك فى عالمنا العربى قيمة الاستقواء باحترام إرادة الشعوب ورضاها ونيل ثقتها وفعل السحر الذى تحققه إقامة العدالة الاجتماعية والمساواة وعدم التمييز وقيمة وأهمية الرأى الآخر والمعارض على أرضية وطنية مهما كان اسم وهوية وهوى ساكن البيت الأبيض!.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة