Close ad

التعليم عن بعد فرصة لتصديره بلا قيود

8-11-2020 | 01:18

كانت كورونا فرصة وضرورة لنشر التعليم بوجه عام عن بعد، من خلال المنصات التعليمية المختلفة، والآن وبعد أن اضطرت معظم دول العالم للاعتماد على التعليم عن بعد، وأعلنت وزارة التعليم العالي في مصر أن العام الدراسي الجديد سوف يعتمد على الخلط بين التعليم عن بعد والتعليم المباشر؛ نظرًا لاستمرار أزمة كورونا بل قد نضطر في وقت لاحق للاعتماد الكلي على التعليم عن بعد.

قد يكون من المناسب توفير أكثر من نوعية للتعليم، حتى بعد انتهاء أزمة كورونا إن شاء الله؛ بحيث يكون هناك بجانب النظام التقليدي للتعليم نظام آخر مواز للتعليم عن بعد؛ بهدف إتاحة فرصة للدراسة لجميع الطلاب الذين لا تسمح ظروفهم بالتواجد طوال فترات الدراسة؛ سواء داخل البلاد من سكان الأقاليم، ومن لا تسمح له ظروف عمله بالحضور، كما تتيح الفرصة لمواطني الوطن العربي بالدراسة بالجامعات المصرية العريقة بدون تحمل نفقات الإقامة والتغيب عن العمل والأسرة.

وبالطبع هذه النوعية من التعليم سوف تكون بمقابل مادي مناسب، وسوف تساعد على مزيد من الانتشار للجامعات المصرية بكل أنواعها في جميع بلدان الوطن العربي، وبالطبع قد تختلف ظروف الدراسة عن بعد من كلية لأخرى؛ حيث قد يكون من السهولة نسبيًا للكليات النظرية، وبالتالي قد تكون هناك بعض المعوقات في الكليات العملية وهذا يرجع لطبيعة الدراسة في كل تخصص.

ولكن بوجه عام إذا أمكن تأخير بعض الأجزاء العملية لنهاية السنة الدراسية قبل الامتحانات النهائية قد يناسب البعض وبوجه عام بالطبع سيكون هناك بعض التخصصات المناسبة لهذه النوعية من التعليم وهناك البعض الذى لا يتناسب معه هذه النوعية من التعليم، وعلينا سرعة الدراسة والتحرك لأن التعليم كما يقول خبراء البنك الدولي أفضل عائد للاستثمار في العالم.

وتؤكد نتائج دراسة حديثة في البنك الدولي أن كل دولار ينفق على التعليم يكون عائده نحو 17 دولارا وفى هذا السياق يقول د.محمد لطفى نائب رئيس جامعة كرديف في إنجلترا - وهو من خبراء التعليم في المنظمات الدولية - إن نهضة مصر يجب أن تقوم على التعليم في المقام الأول من خلال إقامة نظام تعليم جيد يمكن تصديره للوطن العربي ومن حولنا بوجه عام.

وللمعلم المصري تاريخ معاصر مشرف في جميع أنحاء الوطن العربي، وكذلك أستاذ الجامعة المصري ومن خلال تعاملنا في الجامعات مع الإخوة والأساتذة العرب كانوا جميعا يحملون كل التقدير للمعلم وأستاذ الجامعة المصري بشكل مشرف لنا جميعا.

ومن هنا ضرورة دراسة إتاحة فرص التعليم عن بعد لجميع الأشقاء في البلدان المحيطة لتصدير التعليم المصري؛ سواء على مستوى الجامعة أو الدراسات العليا للسمعة الكبيرة والمشرفة للتعليم المصري، بجانب أنه يوجد تخصصات علمية مهمة في مصر لا أعتقد أن لها مثيل أو تاريخ علمي كبير في كثير من البلدان المجاورة، وفى مقدمتها الأقسام الدينية في جامعة الازهر وبعض التخصصات الأخرى الحديثة مثل معهد الدراسات والبحوث البيئة وكليه الطفولة وغيرها من تخصصات كان لمصر الريادة فيها والانتشار في هذا المجال سوف يعود على الجميع بمزيد من الفوائد تبدأ بزيادة دخل الجامعات والكليات العلمية وتوفير عملة صعبة بشكل أتوقع زيادته بصورة مطردة وسريعة؛ بحيث يصبح تصدير التعليم احد مصادر الدخل القومي هذا بجانب أهمية قيام مصر بدورها الحضاري في نشر العلم في محيط وطنها.

ثم هذه النوعية من التعليم سوف تزيد بالطبع من أعباء وجهود أعضاء هيئات التدريس ولكنها تكون مصدر دخل اضافيًا لأعضاء هيئات التدريس ووسيلة لتحسين أجورهم التي تعتمد على لوائح قديمة تعود للسبعينيات بشكل مؤسف.

ومن هنا قد يضيف التعليم عن بعد دعمًا ماليًا للجامعات يساعدها على تعديل أوضاع ومرتبات أعضاء هيئة التدريس بدون ضغط على ميزانية الدولة، وهو في النهاية مسايرة لمتغيرات العصر واستجابة لمتطلبات عصر ما بعد الحداثة، واعتقد ان هذه الوسيلة من التعليم قادمة لا محالة، وعلينا الإسراع للاستفادة من القوى الناعمة المصرية وتصديرها؛ لأنها خير استثمار لمصر على الإطلاق.. والله الموفق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: