هو يوم فيه لقاء أسبوعي يجتمع فيه الرجال والنساء والأطفال في بيت من بيوت الله للصلاة والاستماع إلى خطبة تتحدث عن شئون دينهم ودنياهم ، وفيه أيضا ساعة إجابة للدعاء إذا خرج من قلب صادق موحد لله ،وفيه نور يضيء أيام الاسبوع كلها، إنه يوم الجمعة.
الجمعة يوم خاص
تميّز يوم الجمعة بالعديد من الأمور عن غيره من الأيام، ومنها أن يوم الجمعة يوم عيدٍ أسبوعي للمسلمين يلتقون فيه أينما وُجدوا.
وله أهمية وفضل كبير في ديننا لما فيه من الخير الكثير والبركات حيث اختصه الله بساعة معينة يستجاب فيها الدعاء بإذنه سبحانه.
وفي صلاة فجر يوم الجمعة ثواب عظيم خاصة لو كانت جماعةً فهي تعد أفضل الصلوات عند الله -سبحانه وتعالى-.
أما صلاة الجمعة التي يُستعاض بها عن صلاة الظهر في سائر الأيام، فهي ركعتان فقط يجهر الإمام بهما على عكس صلاة الظهر في غيره من الأيام يتبعها بخطبة يتحدث فيها عن أمور الدين والدنيا.
ومما يميز يوم الجمعة أن قراءة سورة الكهف فيه تنير بين الجمعتين لقارئها ،وكثرة الصلاة على النبي فيه لها أعظم الثواب.
ولكن يُكره صيام يوم الجمعة منفرداً إلّا أن يصوم الصائم يوماً قبله أو يوماً بعده.
يوم العروبة
تُلفظ الجُمُعة بضم الميم وتسكينها كما تُلفظ بفتح الميم، فيُقال: جُمُعَة، ويقال: جُمْعَة، كما يقال: جُمَعَة، و المشهور والمتداول هو اللفظ الأول بضم الميم، أمّا معناها بالفتح فلأنّ النّاس يجتمعون فيها، وجمعها جُمُعات وجُمَع، والأصل فيها التخفيف، أي بتسكين الميم (جُمْعَة).
ويوم الجُمُعَة هو يوم العُروبة كما كان يُطلق عليه في الجاهلية، ثم قبل الإسلام بقليل سُمّي بيوم الجمعة، وقيل إنّ الذي سمَّاه بذلك هو كعب بن لؤي، وقد سمَّاه بذلك لأنّ قريشا كانت تجمع فيه إلى كعب بن لؤي، فيخطبهم ويعظهم، وقيل أيضا من البعض إنَّ يوم الجُمعة لم يسم بذلك إلا بعد الإسلام.
من أذكار يوم الجمعة
وردت العديد من الأذكار والأوراد التي يُستحبُّ قراءتها والإكثار منها في يوم وليلة الجمعة على وجه الخصوص، مع أنّ تلك الأذكار هي أذكار عامة يردِّدها المسلم في جميع أوقاته وأحواله، لكن تخصيص ذكرها في يوم الجمعة وليلتها جعل لها خصوصيةً ورمزية وأجراً مختلفاً، وتشتمل تلك الأوراد على قراءة بعض آيات القرآن وترديد شيءٍ من الأذكار والدعوات، كما تشمل الصلاة على النبي -صلى اللّه عليه وسلم- والإكثار من ذلك، ومن هذه الأذكار:
قراءة سورة الكهف ويرى الشافعي -رحمه اللّه- استحباب قراءتها في ليلة الجمعة ، وعن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قرأَ سورةَ الكَهْفِ في يومِ الجمعةِ سَطعَ لَهُ نورٌ مِن تحتِ قدمِهِ إلى عَنانِ السَّماءِ، يضيءُ لَهُ يومَ القيامةِ، وغُفِرَ لَهُ ما بينَ الجمعتينِ).
الإكثار من الدعاء في يوم الجمعة، حيث إنّ في يوم الجمعة ساعةً لا توافق فيها دعوة مسلمٍ إلّا استُجيب له، كما جاء في الأحاديث ومنها ما رواه أبو هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- ذكرَ يومَ الجمعة فقال: (فيه ساعةٌ، لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ، وهو قائمٌ يُصلِّي، يَسأَلُ اللهَ تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه، وأشار بيدِه يُقَلِّلُها).
وقد اختلفَ العلماءُ في توقيت هذه الساعة على وجه التحديد على عدة أقوال، وأقوى تلك الأقوال قولان، هما:أنّها الساعة التي بعد صلاة العصر، وهو ما عليه الأكثريّة من الصحابة.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ).
أمّا القول الثاني: فذهب أصحابه إلى أنّها تلك الساعة ما بين جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، ودليل هذا القول ما رواه مسلم عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَال: (قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ).
وأيضًا يُسنُّ يوم الجمعة من الأذكار قول: (أسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وأتُوبُ إِلَيْهِ) ثَلاث مَرَّات، فعن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- عن النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- أنه قال: (مَنْ قالَ صَبِيحَةَ يَوْمِ الجُمُعَةِ قَبْلَ صَلاةِ الغَدَاةِ: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وأتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).
ويُستحبّ أيضا في يوم الجمعة قول : (اللهمّ اجْعَلْني مِنْ أوْجَهِ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَمِنْ أقْرَبِ من توجَّه إليك وَمِنْ أَفْضَلِ من توجَّه إليك).
كما يُسْتَحَبُّ في يوم الجمعة وليلتها الإِكثار من ذكر اللّه -سبحانه وتعالى- بشتّى صوره وأشكاله، وكذلك يستحب الإكثار من الذكر بعد أداء صلاة الجمعة، وذلك لقول اللّه -سبحانه وتعالى-: (فإذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فانْتَشِرُوا في الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّه كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ولهذا كله فقد حثَّ الدين الإسلامي على اغتنام يوم الجمعة بساعاته ودقائقه ولحظاته بما يضمن عدم تفويت الثوابات التي أعدّها الله -سبحانه وتعالى- لعباده المحبين الطائعين في هذا اليوم.