Close ad
4-11-2020 | 20:26

هل كنت تتوقع شيئا غير ذلك؟ ألسنا نعيش هذه الدراما منذ 2016. الفارق فقط أن المخرج أراد تكثيف الأحداث وزاد من جرعات الإثارة والتشويق والمفاجآت كى تليق بليلة كان مفترضا أن تشهد نهاية المسلسل بالإعلان عن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. سهر الأمريكيون والعالم، فحصدوا الحيرة الممزوجة بالأرق وانتفاخ العيون مع تعهد المخرج باستمرار المسلسل أياما وأسابيع.

الديكور مبهر. الإعلام يتابع النتائج لحظة بلحظة. هنا، فاز ترامب، وهناك اقتنص بايدن أصواتا بالمجمع الانتخابي. الخبراء يحللون والإحصاءات والرسوم البيانية تجعلك تشعر بأن الانتخابات من كوكب تاني. لكن، من فضلك، لا تتسرع. هنا فقط تتميز أمريكا، أما الباقي، فلا يختلف عما يحدث بالعالم الثالث.. هل رأيت انتخابات يتم الطعن بصحتها بينما لم يكتمل الفرز؟.

يخرج بايدن ويقول إنه على الطريق الصحيح للفوز، ولابد من فرز كل الأصوات. فورا، يغرد ترامب بأن الديمقراطيين يحاولون سرقة الانتخابات ليلغى تويتر التويتة، التى لا دليل على صحتها. يعقد الرئيس مؤتمرا صحفيا، هو الأعجب بدنيا السياسة لكنه ليس جديدا عليه. لقد فزنا بالفعل.. هكذا حسم الأمر، ورغم ذلك، جزم: سنذهب للمحكمة، ونتهم الديمقراطيين بالتزوير. كثيرون اعتقدوا أن تمرد ترامب على «السفينة أمريكا» شارف النهاية، لكن يبدو أننا مازلنا أبعد ما نكون عن تلك اللحظة التى ربما تمتد 4 سنوات أخري. عندها لن يكون التمرد وصفا دقيقا. قد يصبح ثورة ترامبية تغير ملامح المجتمع الأمريكى لعقود قادمة.

كان الديمقراطيون يمنون أنفسهم بتوجيه ضربة خطافية ساحقة تطرح ترامب أرضا، وتجعله يخسر بشكل مذل، لكنه نجح بتجنبها، وجرهم لجولات أخري، ربما أعلنته فائزا أو ألقت بخصمه فى البيت الأبيض، ولكن، وهو مثخن الجراح منقوص الشرعية.

وإلى أن تحين لحظة الحقيقة، ونعرف من رئيس أمريكا المقبل، سنشهد معركة كبيرة، جنودها مئات المحامين الذين سيطعنون بكل صوت للخصم بالولايات المتأرجحة، وجنرالاتها سياسيون حزبيون وقائداها ترامب وبايدن. وحتى تسكت المدافع، لا مجال للحديث عن سياسة خارجية أو داخلية ولا عن كورونا أو الصين. فقط، معركة توم وجيرى أقصد ترامب وبايدن.!



نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.