Close ad

أصحاب القلوب السوداء!!

2-11-2020 | 05:47

ذات يوم وقفت إحدى المدرسات بين تلاميذها، وقالت إنها تريد أن يحضر كل واحد منهم في اليوم التالي ومعه كيس به ثمار البطاطس، وطلبت أن يطلق كل واحد منهم على ثمرة البطاطس اسم شخص يكرهه!!

وبالفعل التزم التلاميذ بما قالته المدرسة، وأحضروا أكياس البطاطس مكتوبًا عليها أسماء الأشخاص الذين يكرهونهم، وكان بعضهم يحمل معه ثمرة بطاطس واحدة، بينما حمل البعض الآخر ٤ ثمرات أو ٥ ثمرات.

المهم أن كل تلميذ اختار بنفسه عدد الأشخاص الذين يكرههم، فكانت الخطوة التالية أن أخبرتهم المدرسة بشروط اللعبة؛ وهي أن يحمل كل منهم كيس البطاطس ويأخذه معه أينما يذهب، ويظل على هذا الوضع لمدة أسبوع كامل، وبمرور الأيام أحس الأطفال - وخاصة هؤلاء الذين أحضروا ثمارًا كثيرة في أكياسهم - برائحة كريهة تخرج من كيس البطاطس، ورغم ذلك لم يكن أمامهم سوى التعايش مع هذه الرائحة وثقل الكيس أيضًا، وطبعا فإنه كلما كان عدد البطاطس أكثر فالرائحة تصبح كريهة أكثر، والكيس يكون أثقل وأثقل!!

وما إن انتهى الأسبوع حتى فرح الأطفال؛ لأن اللعبة قد انتهت، وسوف يتخلصون من تلك الروائح الكريهة.

وسألتهم المدرسة عن إحساسهم وهم يحملون أكياس البطاطس لمدة أسبوع، فكانت الإجابة واحدة وشبه مكررة، وهي أنهم كانوا يشعرون بـالضيق والإحباط؛ بسبب الرائحة الكريهة التي كانوا يشمونها طوال فترة حمل الكيس الثقيل أينما يذهبون.

فقالت لهم المدرسة: هذا الوضع هو بالضبط ما يحمله كل منكم في قلبه من كراهية.. فـالكراهية تتسبب في تلويث القلوب وتجعلها سوداء، بل إنها تجبرنا على أن نحملها ونتنقل بها أينما ذهبنا.

سبحان الله لا يمكن للشخص أن يتحمل الرائحة الكريهة لمدة أسبوع.. فكيف يستطيع التعايش مع كل هذا الكم من الكراهية التي تملأ قلبه بمحض إرادته.

أعتقد أننا لكي نستطيع العيش في هذه الحياة القصيرة، فقط علينا أن نملأ قلوبنا بـالحب وبـالتسامح، وعلينا أيضًا أن نتخلص من الحقد والغل والكراهية التي للأسف الشديد أصبحت تعمي القلوب والأبصار.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
سلاح "الوطنية" وساعة "الخونة"!!

سلاح "الوطنية" وساعة "الخونة"!!

"إللي ما يعرفش"!!

"إللي ما يعرفش"!!

"دفنينه سوا"!!

في عالم السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم؛ بل هي المصالح الدائمة التي تحكم العلاقات المرتبطة بهذا المجال، ولكن للأسف الشديد فإنه مع التدهور الشديد

حبوا تصحوا !!

تشير جميع الدلائل الى أن الموجة الثانية من فيروس كورونا قد تكون أكثر شراسة من موجته الأولى، وعلى الرغم من ذلك فنحن نعيش حالة من اللامبالاة تصل فى كثير

لعنة "والي عكا"

كلما شاهدت فيلم الناصر صلاح الدين، وهو من كلاسيكيات السينما المصرية، أتوقف كثيرا أمام شخصية والى عكا التى جسدها ببراعة الفنان توفيق الدقن، فمن أين أتى

"تعويذة" هدم الدولة!!

علينا أن نعترف بأننا نعيش الآن ظروفًا معيشية قاسية.. فلا أحد ينكر تلك الحالة الصعبة التى "تعصر" الجميع دون استثناء فى ظل ارتفاع جنونى فى أسعار كل شيء،

"غشاوة" العيون!!

منذ عدة سنوات، وبينما كنت أسير في أحد شوارع مدينة شتوتجارت المعروفة بقلعة الصناعة في ألمانيا، لفت نظري حالة الانبهار التي شاهدتها في وجه صديق صحفي كان

"جريمة" الدكتورة إيناس!

من حق الجماعات الإرهابية ودعاة الفكر المتطرف أن يكرهوا الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، كرهًا يفوق كراهية "الذئب" لضوء "النار"، فكما هو معروف أن

المرار "الطافح"!!

هل أفرط "البسطاء" في أحلامهم المشروعة بأن الرئيس السيسي، الذي جاء بإرادة شعبية غير مسبوقة سوف ينقلهم ـ وبقدرة قادر ـ إلى دنيا غير الدنيا وإلى مستوى من

"وقاعين الشيل" الجدد!!

كتبت من قبل عن تلك النوعية من الناس الذين كنا نطلق عليهم فى قريتنا بسوهاج أيام زمان اسم "وقاعين الشيل" هؤلاء الناس كانوا من محترفي إيذاء السيدات وخاصة