ذات يوم وقفت إحدى المدرسات بين تلاميذها، وقالت إنها تريد أن يحضر كل واحد منهم في اليوم التالي ومعه كيس به ثمار البطاطس، وطلبت أن يطلق كل واحد منهم على ثمرة البطاطس اسم شخص يكرهه!!
وبالفعل التزم التلاميذ بما قالته المدرسة، وأحضروا أكياس البطاطس مكتوبًا عليها أسماء الأشخاص الذين يكرهونهم، وكان بعضهم يحمل معه ثمرة بطاطس واحدة، بينما حمل البعض الآخر ٤ ثمرات أو ٥ ثمرات.
المهم أن كل تلميذ اختار بنفسه عدد الأشخاص الذين يكرههم، فكانت الخطوة التالية أن أخبرتهم المدرسة بشروط اللعبة؛ وهي أن يحمل كل منهم كيس البطاطس ويأخذه معه أينما يذهب، ويظل على هذا الوضع لمدة أسبوع كامل، وبمرور الأيام أحس الأطفال - وخاصة هؤلاء الذين أحضروا ثمارًا كثيرة في أكياسهم - برائحة كريهة تخرج من كيس البطاطس، ورغم ذلك لم يكن أمامهم سوى التعايش مع هذه الرائحة وثقل الكيس أيضًا، وطبعا فإنه كلما كان عدد البطاطس أكثر فالرائحة تصبح كريهة أكثر، والكيس يكون أثقل وأثقل!!
وما إن انتهى الأسبوع حتى فرح الأطفال؛ لأن اللعبة قد انتهت، وسوف يتخلصون من تلك الروائح الكريهة.
وسألتهم المدرسة عن إحساسهم وهم يحملون أكياس البطاطس لمدة أسبوع، فكانت الإجابة واحدة وشبه مكررة، وهي أنهم كانوا يشعرون بـالضيق والإحباط؛ بسبب الرائحة الكريهة التي كانوا يشمونها طوال فترة حمل الكيس الثقيل أينما يذهبون.
فقالت لهم المدرسة: هذا الوضع هو بالضبط ما يحمله كل منكم في قلبه من كراهية.. فـالكراهية تتسبب في تلويث القلوب وتجعلها سوداء، بل إنها تجبرنا على أن نحملها ونتنقل بها أينما ذهبنا.
سبحان الله لا يمكن للشخص أن يتحمل الرائحة الكريهة لمدة أسبوع.. فكيف يستطيع التعايش مع كل هذا الكم من الكراهية التي تملأ قلبه بمحض إرادته.
أعتقد أننا لكي نستطيع العيش في هذه الحياة القصيرة، فقط علينا أن نملأ قلوبنا بـالحب وبـالتسامح، وعلينا أيضًا أن نتخلص من الحقد والغل والكراهية التي للأسف الشديد أصبحت تعمي القلوب والأبصار.
[email protected]