يتردد الكثير من الناس علي لجنه الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ليسألوا عن أحكام دينهم ودنياهم حينما يسألون عن كفاره اليمين وهم يعتقدون اعتقادا خاطئا أن حكم كفاره اليمين أو حكم من حلف علي شيء وفعل وأتي بخلاف ماحلف عليه.
يقول الشيخ صالح عامر الأزهري عضو لجنة الفتوي: إن الكثير من السائلين يعتقدون اعتقادا خاطئا أن كفارة اليمين تكون بصيام ثلاثة أيام فقط ويظن أنه إذا صام ثلاثه أيام فقد كفر عن يمينه ، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الترتيب في كفاره اليمين ليس علي التخيير بل إنه يجب علي الحالف أن يطعم عشرة مساكين أو أن يكسوهم فإن عجز عن الإطعام أو الكسوه لعدم قدرته المادية علي الإطعام أو الكسوه فحينئذ يلجأ إلي الصيام.
يتابع الأزهري لـ"بوابة الأهرام" قائلا: ليعلم الحالف أنه يلزمه أولا الإطعام أو الكسوة ولايلجأ إلي صيام ثلاثة أيام إلا بعد عجزه عن إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم لقوله تعالي" لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشره مساكين من أوسط ماتطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبه فمن لم يجد فصيام ثلاثه أيام ذلك كفاره أيمانكم إذا حلفتم وأحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تشكرون".
وفيما يلي إيضاح لبعض أحكام كفاره اليمين:
إن اليمين علي وجه العموم ينقسم إلي ثلاثه أقسام هي:
أولا: اليمين الغموس، وهي المحلوفة على شي وقع في الماضي ويحلف الحالف هذا اليمين بالله كاذبا متعمدا الكذب وهو عالم بأنه يحلف بالله كاذبا متعمدا .
وسميت هذه اليمين يمينا غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم ومن حلف بهذه اليمين متعمدا الكذب فقد أتي بكبيرة من الكبائر لما فيها من الجرأة العظيمة على الله عزوجل، ويجب على من اقترف هذه اليمين أن يتوب إلى الله عز وجل ويعزم عزما أكيدا على عدم العودة إلى الحلف بالله كاذبا متعمدا مره أخرى ولايلزمه كفاره لعظم هذا الذنب بخلاف ما عليه السادة الشافعية بأنه يلزمه كفاره يمين.
ثانيا: اليمين المعقودة، وهذا ما علينا تبينه وتوضيحه، وهي كل يمين قد حلفه صاحبه على أمر من الأمور كقوله والله لن أكلم أو أحدث فلانا بعد اليوم ثم أراد أن يعود إلي حديث فلان هذا مرة أخري ، فهنا قد حنث الحالف ورجع في يمينه فكفارة يمينه هذه أن يطعم عشرة مساكين أو كسوتهم فإن عجز عن الإطعام أو الكسوة فيلزمه صيام ثلاثة أيام ولايشترط التتابع في صيامهم فجائز له أن يصوم الأيام الثلاثة متفرقات.
ثالثا: يمين اللغو، وهي التي يحلفها الحالف دون قصد أو قد سبقه لسانه في الحلف علي شئ وهذه اليمين لا إثم على الحالف بها ولا كفارة عليه وتعد من اللغو لقوله تعالي "لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم
الأيمان " أما عن كيفيه الإطعام فإنه يطعم كل مسكين من العشرة مساكين وجبتين من أوسط ما يأكل هو أوأهل بيته لقوله تعالي "من أوسط ماتطعمون أهليكم".
كما أنه جائز للحالف أن يخرج قيمة هذا الإطعام نقودا لو تعذر عليه صنع الطعام أوإخراجه للفقراء.