راديو الاهرام

كل صباح .. دعوة للتسامح

7-10-2020 | 10:02
كل صباح  دعوة للتسامحصورة أرشيفية
د. إسلام عوض

من أجمل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان هي صفة التسامح، وعلى الرغم من أنه كثيرًا ما يترجمه الآخرون - خطأ - بالضعف، ولكنني أراه صفة من صفات الأقوياء، خاصة إذا كان من قبيل العفو عند المقدرة، والتجاوز عن أخطاء الآخرين ومحاولة وضع الكثير من الأعذار لهم، والتركيز على مميزات الآخرين وحسناتهم بدلاً من تسليط الضوء على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة ولا تستحق الصراع والكره والحقد والحسد.

ولكن في معترك الحياة نفاجأ بتصرفات كثيرة تغضبنا من بعض المحيطين بنا من كنا نظن أنهم أصدقاء.. فمرة نغمض أعيننا وكأننا لم نر شيئًا ونمتطي صهوة جواد حسن النية، وإذا تكررت تلك التصرفات مرة أخرى نومئ بالامتعاض وننصرف عن المشهد في هدوء حتى لا نعكر صفو الصداقة، ولكن إذا عادت هذه التصرفات سيرتها الأولى فوقتها تستدعي الذاكرة كل التصرفات الحمقاء ونعلن رفضنا لها بكل ما أوتينا من بيان! وهنا تحدث المواجهة وينفجر الصدام!!

وفي تلك اللحظات نصل إلى مفترق طرق!! إما أن يعتذر المخطئ عما بدر منه، ويَعِد بألا تصدر منه تلك الأخطاء مرة أخرى؛ حفاظًا على حبل الصداقة والمودة، وإما أن يشهر كل منا سيف الكبر والعناد في وجه الآخر، ولكن في تلك اللحظة فاز من استدعى قول الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، (الأعراف - 199)، أو قوله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (آل عمران - 134).

وهل هناك أعظم تسامحًا وعفوًا من الله عز وجل، فيقول الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر – 53).
ولنا في رسول الله القدوة الحسنة، فعن أبي عبدالرّحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كأنّي أنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحكي نبيّا من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه فأدموه، فجعل يمسح الدّم عن وجهه، وهو يقول: «اللّهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون»، (رواه البخاري).

كلمات البحث
الأكثر قراءة