راديو الاهرام

حديث الصباح .. دعوة للعمل

3-10-2020 | 10:54
حديث الصباح  دعوة للعملصورة أرشيفية
د. إسلام عوض

سؤال ملح .. لماذا خلقنا الله؟ هل خلقنا الله لنأكل ونشرب ونلعب ونلهو ونمرح؟ أم خلقنا لنعمل ونعمر الأرض ونبني ونشيد ونعلي البنيان؟ أم خلقنا الله لنعبده؟

يقول الله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56-58]، فهذه الآية قاطعة الثبوت والدلالة على أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الجن والإنس إلا للعبادة!!

السؤال الأهم

ولكن السؤال الأهم هو: ما المقصود بتلك "العبادة"؟ هل المقصود بالعبادة الالتزام بأركان الإسلام الخمسة: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا فحسب؟ ولكن في الحقيقة لن تتحقق هذه الأركان الخمسة ويقبلها الله منا إلا بـ"العمل" الذي يرضي الله ورسوله؛ فالعمل عبادة.

والإسلام أعلى من قيمة العمل وجعله "عبادة" من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تبارك وتعالى، ولكن بشرط النية الخالصة على أن يكون هذا العمل خالصًا لوجه لله تعالى، ولن يكون كذلك إلا إذا كان يسعى العبد على رزقه بالطرق الحلال، وبنية إعمار الأرض، وتحقيق أوامر الله تعالى.

قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل : 97].

وعن أنس بن مالك "رضي الله عنه" قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة)، (صحيح البخاري).

وجاء أيضًا عن أنس بن مالك "رضي الله عنه" قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةً فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها) (حديث صحيح رواه الألباني)

اللهم اجعلنا من الذين يقولون فيعملون، ويعملون فيخلصون، ويخلصون فيقبلون.

كلمات البحث
الأكثر قراءة