Close ad

ترامب والصين ونظرية إيجاد عدو!!

24-9-2020 | 14:13

ربما يختلف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن رؤساء أمريكا السابقين فى أمور كثيرة، لأنه تقريبا أول رئيس «شعبوى» وليس ابن مؤسسات الدولة العميقة من أجهزة الأمن والمخابرات والبنتاجون وغيرها مثل الرؤساء السابقين، ولكنه لايختلف عنهم أبدا فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بايجاد عدو خارجى حتى ولو كان وهميا لمحاربته ومطاردته وصب اللعنات والاتهامات عليه طوال الوقت وايجاد رأى عام أمريكى ضده.

ويتم تبنى تلك السياسة لأسباب كثيرة ربما أهمها محاولة توحيد الأمريكيين خلف هدف وهمى وشغلهم عن الفشل فى السياسات الداخلية.. والواقع أن الولايات المتحدة تمارس لعبة ايجاد عدو منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ففى حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الـ20، كان الاتحاد السوفيتى سابقا والشيوعية فى العالم هما العدو الرئيسى لأمريكا وظلت تحاربهما وتطاردهما فى كل مكان حتى تمكنت من تدمير الاتحاد السوفيتى ودحر الشيوعية فى عقر دارها.. بعدها كان لابد من ايجاد عدو جديد، وهكذا تم الترويج على أن الإسلام هو الخطر القادم ليس على أمريكا فقط بل الغرب كله.

وبعد أن قضت أمريكا على خرافة «التهديد» الإسلامى كما وصفه جون اسبوسيتو، أستاذ الأديان والعلاقات الدولية، كانت الصين قد حققت تقدما صناعيا وتكنولوجيا مبهرا، وأصبحت بالفعل تهدد قيادة الولايات المتحدة للعالم، ومن هنا كان لابد من وقف أو تحجيم هذا العملاق الصينى، وهو ما يفسر دأب رؤساء أمريكا على مدى الـ 30 عاما الماضية على مهاجمة الصين من كل جانب، مرة عبر هونج كونج وأخرى عبر تايوان وثالثة عبر شينجيانج ورابعة حقوق الإنسان وخامسة سرقة أسرار تكنولوجية وهكذا.. وهجوم ترامب الأخير على الصين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بمحاسبتها بسبب فيروس كورونا، ليس إلا مجرد أكاذيب هدفها وقف قطار التقدم فى الصين ومنعها من ممارسة دور عالمى أكثر من المسموح لها!!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
براءة الصين من دم كورونا!

بعد أربعة أسابيع من العمل البحثي، قضاها فريق من 13 من علماء منظمة الصحة العالمية يقودهم العالم الدنماركي بيتر بن مبارك في مدينة ووهان الصينية التي يزعم

الفجوة بين المثقف والسلطة!

هل كان من الممكن أن يلعب الكتاب والصحفيون المثقفون دورًا أكثر أهمية في تقدم مصر الصناعي والاقتصادي خلال فترات الستينيات والسبعينيات من القرن الـ 20، وهي

الأكثر قراءة