راديو الاهرام

نساء خلدهنّ التاريخ .. "أم المؤمنين - زينب بنت خزيمة"

19-9-2020 | 10:57
نساء خلدهنّ التاريخ  أم المؤمنين  زينب بنت خزيمةنساء خلدهنّ التاريخ - أرشيفية
علي شفيق الشيمي

لا أحد يستطيع أن يُنكر أو يغفل عن بصمة المرأة في التاريخ على مر الزمان، ابتداء من أُمنا حواء، وحتى هذه اللحظة: فقد جعل الله التاريخ يتغير ويتبدل على يد بعض النساء، ولذلك هناك نساء خلدهن التاريخ، ومنهن "زينب بنت خزيمة - أم المؤمنين".

من زينب بنت خزيمة:

هي: زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف الهلالية ذات النسب الأصيل والمنزلة العظيمة، فأمها هي هند بنت عوف بن الحارث – وأخواتها من أبيها أم الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه – ولبابة أم خالد بن الوليد – وأختها من أمها ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين والتي تزوجت النبي "صلى الله عليه وسلم" فيما بعد.

ولدت زينب في قريش بمكة قبل ظهور الإسلام، في وقت انتشر فيه الفساد وسادت عبادة الأصنام، وعلى الرغم من انتشار وأد البنات في ذلك الوقت، إلا أنها نجت من الوأد؛ لأنها كانت من بيت عريق في السيادة والثراء، وعندما كبرت عاصرت زينب وقت إعادة بناء الكعبة والنزاع بين العشائر في قريش على من يضع الحجر الأسود في مكانه من الركن، ثم سمِعَت عن حكمة النبي الكريم "صلى الله عليه وسلم"، وكيف حل هذه المشكلة، وكان ذلك سببًا من أسباب اعتناقها الإسلام.

زواج زينب بنت خزيمة:

اختلف المؤرخون حول زوجها الأول فمنهم من قال: بأنها كانت متزوجة من عبد الله بن جحش – ابن عمة النبي "صلى الله عليه وسلم"، وقد استشهد في غزوة أُحد، ومنهم من يرى أنها كانت متزوجة من أحد أبناء الحارث بن عبد المطلب وأنجبت منه الطُفيل، وعندما توفي تزوجت أخوه أبوعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وقد استشهد إثر غزوة بدر.

قصة استشهاد أبوعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب

وقصة استشهاد أبوعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب قصة عظيمة، فعندما بدأت المعركة - معركة الفرقان- بين الحق والباطل وتقابل الفريقان وجهاً لوجه، خرج من المشركين ثلاثةً (الوليد بن عتبه – وعتبة بن ربيعة – وشيبة بن ربيعة) وخرج لهم ثلاثة من الأنصار فقال: المشركون من أنتم قالوا: نحن من الأنصار، فقالوا نريد أكفاء لنا، فقال النبي "صلى الله عليه وسلم": اخرج لهم يا حمزة، واخرج لهم يا علي، واخرج لهم يا أبوعبيدة، ثم بدأ القتال فأجهز حمزة على عتبة بن ربيعة فقتله، وأجهز علي بن أبي طالب على الوليد بن عتبة فقضي عليه، وقاتل أبوعبيدة بن عبد المطلب - شيبة - كلاهُما أصاب الآخر، وقُطِعت قدم أبوعبيدة فأخذوه خارج ميدان القتال، ثم أجهز حمزة وعلي على شيبة فقتلاه، ولما أحضروا أبوعبيدة إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أخذ الرسول برأس أبوعبيدة على فخذهِ، ومسح التراب من على وجهه، فنظر أبوعبيدة إلى رسول الله، ثم قال أرأيت إن مت دخلت الجنة قال: نعم وهو يبكي، ثم قال أراضٍٍ عني يا رسول الله؟ فتبسم ونظر إلى السماء، ثم قال: اللهم إني أشهدك أني راضٍ عنه.

ثم تزوج النبي "صلى الله عليه وسلم" "زينب" بنت خزيمة تكريمًا ومواساةً لها فيما أصابها من فقدها لزوجها، ومكافأة على صلاحها وتقواها ورسالة طمأنة إلى أهلها في مكة، وأنها محفوظة ومصانة، تزوجها النبي الكريم بعد زواجه من حفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم توفيت بعد زواجها من النبي الكريم بثلاثة أشهر، وقيل ثمانية أشهر، وكانت "زينب" بنت خزيمة ثاني زوجة تتوفى في حياته "صلى الله عليه وسلم" بعد "خديجة" رضي الله عنها.

لماذا لُقبت زينب بأم المساكين؟

لُقبت "زينب" بنت خزيمة بأم المساكين لأنها كانت تُحب مساعدة الفقراء والمساكين، وكانت تعطف عليهم حتى قبل زواجها من النبي "صلى الله عليه وسلم"، وظلت على ذلك الحال حتى انتقلت إلى مثواها الأخير، وعلى الرغم من أنها لم تبق فترة طويلة في بيت النبي صلي الله عليه وسلم إلا أنها كانت مقصدًا لكل فقير ومحتاج، إذ كانت تخصص جزءًا من نفقتها لمساعدة الفقراء والمساكين.

وفاة زينب بنت خزيمة:

لقد داهم المرض زينب في ريعان شبابها؛ حيث إنها لم تكن قد تعدت الثلاثين من عمرها حيث وافتها المنية، وقد حزِنَ النبي "صلى الله عليه وسلم" عليها حُزنًا شديدًا على الرغم من قصر مدة معاشرته لها، ودفنت في البقيع.

كلمات البحث