أمام الشعب الفلسطينى تحديات كثيرة، بعد كل ما حدث لم تعد قضية فلسطين في مقدمة القضايا العربية وتراجعت فى المحافل الدولية وفى كواليس الأمم المتحدة، وحتى فى جامعة الدول العربية..
كانت قضية فلسطين قضية العرب الأولى فى كل المواقف حتى فى مفاوضات أوسلو والسلطة وأيام عرفات والشيخ ياسين.. لا أحد الآن يعلم مستقبل أبومازن، وقد تخلى عنه الجميع برغم كل التنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية..
إن ما أصاب رموز الشعب الفلسطينى كان سببًا فى تراجع القضية، وحين دخلت قوى الشعب الفلسطينى دائرة الصراع وأشعلوا المعارك كانت القضية أول الضحايا، وكان الشعب أول الخاسرين..
والسؤال الذي يبحث الآن عن إجابة ماذا يفعل زعماء القضية؟ ماذا تفعل حماس وقد ربطت مصيرها ومستقبل شعبها مع قوى لم تقدم لها شيئًا؟ ماذا ستفعل إيران الآن؟.. وما هو موقف حزب الله؟
لقد كان الرهان على المقاومة وهى البديل الوحيد أمام تعثر مفاوضات السلام طوال فترة حكم الرئيس ترامب، وقد أوشك على الرحيل من البيت الأبيض..
وما هو موقف الرئيس أبومازن من عملية السلام، هل يمكن أن تستعيد القيادات الفلسطينية وحدتها وتواجه مصيرها ما بين سلام يبدو بعيدًا ومقاومة فقدت دورها؟!..لا أحد يعلم الآن كيف يفكر أبومازن وما هى حسابات زعماء فتح وحماس وبقية القوى الفلسطينية..
إن حالة الارتباك والتفكك التى أصابت العالم العربى وضعت قادة فلسطين فى مأزق تاريخى أمام واقع جديد خارج كل الحسابات..
لا أحد الآن مع فلسطين القضية، ولا مع الشعب صاحب القضية لم يبق غير جماعات صغيرة هم آخر ما بقي من أنصار هذه القضية بعد أن تخلى عنها الجميع..
إنني أثق فى أن الشعب الفلسطينى لن يتخلى عن أرضه ووطنه وترابه، وأن الملايين فى دول العالم لن يفرطوا فى القدس ولا الجولان..
وأن ما يحدث الآن مجرد فصل فى الرواية ماذا سيفعل أبومازن وهنية وخالد مشعل؟..
الشعب الفلسطينى والشارع العربى ينتظران، وعلى الشعب الفلسطينى أن يوحد جبهاته وأن ينهي صراعاته ويتصدى لخطة ترامب للسلام وتوابعها، وإذا كان من الموت بدًا فمن العار أن تموت جبانًا..
* نقلًا عن صحيفة الأهرام