كشف الشيخ محمد صلاح الدين مجييف مفتي الشيشان، حقائق تتعلق بوفاة الشيخ الأزهري أحمد الشاذلي الذي وافته المنية الشهر الماضي في العاصمة الشيشانية جروزني، وذلك إثر تداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا من شأنها تضليل الرأي العام وإيهام الناس بالتقصير في علاج الشاذلي، أو تدخل أطراف خارجية لنقل جثمانه إلى القاهرة.
وقال مجييف، خلال حديثه اليوم على التليفزيون الشيشاني: إنني لا أجد من الكلمات والعبارات ما يصف حزني على فقدان العالم الشاب الأزهري أحمد الشاذلي، المتمكن المتبحّر في علم المعقول وفنونه، والذي لبى نداء ربه بعد قضاء عمره في نشر العلم والعمل به، ومهما تعددت مصائب الدنيا فإن فقد أهل العلم أعظمها أثرًا وأكثرها وقعًا على القلوب والنفوس.
وتابع مفتي الشيشان: إن الشيخ الشاذلي رحمه الله عاش بين أهله في الشيشان أربعة أعوام بذل فيها الجهود المضنية في سبيل نشر العلم على المنهج الصحيح، تاركًا خلفه أثرًا علميًا لا ينكره إلا جاحد، ولن يندثر هذا الجهد، بل سيثمر، كيف لا ودروسه العلمية التي أقامها بيننا في علم المعقول تشهد له بذلك؛ حيث شرح خلالها كتب التراث النفيسة التي هُجر تدريسها في العالم الإسلامي، سواء كانت في علوم المنطق أم الكلام أم الحكمة أم آداب البحث والمناظرة.
وعن مرض الشيخ أحمد الشاذلى، أكد مفتي الشيشان أنه بمجرد ظهور علامات المرض على العالم الفقيد، جرى التنسيق مع الرئيس رمضان قاديروف رئيس الجمهورية الشيشانية، وأعطيت التوجيهات لأعلى المستويات الصحية في البلاد للاهتمام بالشيخ الفقيد وبعد تشخيص المرض أُوكلت لأمهر الطواقم الطبية مهمة العناية به، ولكن قضاء الله حان ولبى الشاذلي نداء ربه.
أما عن نقل الجثمان إلى مصر، فقال الشيخ محمد صلاح مجييف: بعد وفاة الشيخ أحمد كانت رغبتنا المُلحة أن نكرمه ونحظى بشرف دفنه في أرض الشيشان بعد الأعوام التي قضاها في نشر العلم بين أهله، ولكن نزولًا على رغبة أسرته في إرسال الجثمان لدفنه في بلده مصر، بادرنا من تلقاء أنفسنا، ومن باب تحمّل المسئولية، وأخذنا كل الإجراءات وأمر الرئيس رمضان قديروف بتجهيز طائرته الخاصة لنقل جثمان الشيخ الفقيد إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بمصر، نافيًا تدخل أي أطراف خارجية للضغط على جروزني لإرسال الجثمان، بخلاف الاتصالات التي جرت مع الدكتور أسامة الأزهري للمساعدة في نقل الجثمان إلى مصر.
وأعرب الشيخ محمد صلاح مجييف مفتي الشيشان عن أسفه وحزنه على ما جرى تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات وأخبار زائفة تروّج إلى خلاف مع ذكره؛ حيث حاول بعضهم تضليل الرأي العام من خلال إيهام الناس بتقصير الشيشان تجاه الفقيد، وأن نقل جثمان الشاذلي إلى القاهرة كان بطلب أو بتدخل من أطراف خارجية، بغية ادعاء الفضل والظهور أمام الناس على حساب الشيشان.
وكان قد توفي الشيخ أحمد الشاذلي، أحد رجال الأزهر البارزين، أواخر يوليو الماضي، أثناء رحلة علمية في الشيشان متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وقد نعاه عدد من الباحثين والدعاة وطلاب العلم بالأزهر.
بيان فضيلة مفتي جمهورية الشيشان يوضح بعض الحقائق المتعلقة بوفاة الشيخ الأزهري أحمد الشاذلي