لو أراد الله لمصر سوءا لوقعت خلال السنوات الماضية في بحور الفوضى وعدم الاستقرار، وكانت قاب قوسين أو أدني من ذلك، نتيجة للمؤامرات الخارجية التي صاحبت الربيع العربي منذ عام 2011، والتي نجحت للأسف في كثير من دول المنطقة. و لو اراد الله لمصر سوءا لكان من يحكمها الآن رجلا متواضع الرؤية فاتر الهمة قليل الحيلة يرتجف عند مواجهة أي مشكلة تواجه البلاد، ولكنه ساق إليها رئيسا قويا مخلصا يعرف قيمتها ويعشق ترابها ويسعى جاهدا للنهوض بها في كل المجالات وبمعدلات زمنية تفوق الخيال ويتمتع برؤية واضحة للمخاطر الداخلية والخارجية التي تحيق بها ويقوم بخطوات استباقية لمواجهتها. ولو أراد الله لمصر سوءا لكان قد زرع الشقاق في صفوف شعبها العظيم وجيشها البطل، ونرى ذلك بوضوح شديد في كثير من البلدان حولنا، ولكننا وبحمد الله على قلب رجل واحد ومستعدون جميعا للذود عن وطننا الغالي والدفاع عن مصالحه ضد كل من تسول له نفسه المساس بها مهما كلفنا ذلك من مال وعرق ودماء. أعلم أن ما أقوله لا يمت للتحليل السياسي بصلة بل هو أقرب لمقولات المتصوفين، ولا أدعى الانتماء إليهم، ولكن من قال إن التحليل السياسي العقلاني والمنطقي هو السبيل الوحيدة لتقييم وفهم ما يحدث لمصر منذ عام 2011. يحاولون إيجاد المشكلات لبلادنا من كل جهة ولكني واثق بأن الأمر سينتهي لمصلحتنا مهما تكن التحديات لأن ما اجتازته مصر خلال السنوات الماضية من مصاعب، بفضل الله وجهود رجالها الأوفياء، أعظم بكثير مما تواجهه الآن. تحيا مصر.
نقلا عن صحيفة الأهرام