حرمنا فيروس كورونا الكثير من نعم الحياة والسعادة بزيارة الأهل والأحباب والسفر والترفيه لم يعد امامنا للتقارب والتفاعل الاجتماعى سوى الفضاء الالكترونى عبر مكالمات وبرامج الفيديو حتى لا نتعرض للعدوى، واصبحنا كأننا نعيش داخل احد افلام الخيال العلمى، وهناك كائنات فضائية تغزو كوكبنا.
غير كورونا حتى اشكالنا بعد ان اصبحت الكمامة اسلوب حياة تغطى نصف رءوسنا، لنفقد أهم أدوات التواصل غير اللفظى بين البشر كما حرمنا من الإحساس بمشاعر من حولنا ورؤية ابتسامتهم أو غضبهم التى تختفى خلف القناع، فالعيون وحدها لا تستطيع التعبير عن المشاعر الإنسانية رغم عشرات الأغانى التى تتحدث عن لغة العيون. وإذا كان الممثلون فى الماضى يستخدمون الأقنعة لمساعدتهم على تجسيد ادوارهم فإن لكل منا فى الحياة الحقيقية أكثر من قناع نختاره بعناية لنخفى وراءها شخصياتنا وآراءنا ومعتقداتنا وهويتنا الحقيقية ونواجه بها الضغوط الاجتماعية والتعايش معها، وقد يتخذ القناع الفكاهة بشكل مفرط أو الاغراق فى الحزن للحد من الشعور بالمعاناة والألم وهى آلية للبقاء والتأقلم والتكيف. لكن ارتداء الأقنعة لخداع الآخرين على المدى الطويل مرهق جدا فعليك التخلص منها حتى لاتغرق فى الاكتئاب والقلق فهذه الأقنعة مهما يطل ارتداؤها فانها سوف تسقط فى يوم ما وتظهر حقيقتك التى كنت تحاول ان تخفيها.. وصدمة العمر عندما تكتشف ان أقرب أصدقائك كان له أكثر من قناع ظل يخدعك بها سنوات طويلة.
نقلا عن صحيفة الأهرام