من الواضح أننا بصدد التعايش مع كورونا لشهور طويلة فكما قالت منظمة الصحة العالمية لا يمكن احتواء الوباء فى منطقة ما دون أخرى لأن المرض سيعاود الانتشار من المناطق المصابة للمناطق التى تعافت لاحقا. وهذه الرؤية تفرض علينا تنظيم أمور حياتنا بشكل جديد يسمح باستمرار الانتاج وتوزيع السلع خاصة الاستراتيجية مثل الطعام والدواء بشكل منتظم وتقديم الخدمات الحكومية الضرورية مع الحفاظ على صحة المواطنين وحصر الوباء فى أضيق نطاق ممكن. فيما يتعلق بقطاع التعليم فمن الممكن تعديل مواعيد الامتحانات الضرورية مثل الثانوية العامة لتكون مثلا فى أكتوبر المقبل على أن يبدأ العام الدراسى متأخرا لمدة 3 أو 4 اشهر ويستمر خلال أشهر الصيف المقبل. أما القطاعات الصناعية والزراعية فعلينا توفير كل الإجراءات الوقائية من تعقيم و وكمامات لاستمرارها ومن الممكن تخفيض العمالة وزيادة الورديات على مدى 24 ساعة إذا لزم الأمر لتوفير احتياجات الدولة الأساسية. أما الخدمات الحكومية فيمكن تنظيم الأمر عبر الإنترنت بحيث يقدم طالب الخدمة صورا من المستندات المطلوبة منه (عند اللزوم) ويتوجه فى وقت تحدده له المصلحة لتقديم الأصول والحصول على الخدمة المطلوبة مع زيادة أيام وساعات العمل دون إجازات أسبوعية. يتبقى القطاع الطبى وهو الأولى بالرعاية فى الوقت الحالى لكونه حائط الصد أمام هذا الوباء اللعين فعلينا توفير كل ما يلزمهم ويلزم أسرهم من رعاية صحية واجتماعية حتى يتفرغوا دون منغصات لدورهم الذى لا غنى عنه حاليا. نحن نحتاج 10% فقط من الشعب لاستمرار عجلة الإنتاج وعلى الباقين التزام المنازل.
نقلا عن صحيفة الأهرام