Close ad

إعادة العالقين .. قضية لا تقبل المزايدة

22-4-2020 | 17:01

المؤكد أن عملية إعادة المصريين العالقين إلى أرض الوطن هي قضية وطنية إنسانية محسومة لا تقبل المزايدة, ولا تخضع للابتزاز.

والكل يعلم أن مصر كانت في طليعة الدول التي قررت إجلاء رعاياها من مدينة ووهان الصينية عند انتشار وباء كورونا بها، وقامت بتجهيز فندق - بتكليف من الرئيس السيسي - لاستضافة هؤلاء المصريين العائدين لمدة أسبوعين، ثم خرجوا معافين سالمين.

وتلي ذلك العديد من الرحلات الجوية من عواصم عدة انتشر بها الوباء؛ لإعادة المصريين العالقين بها، وتم أيضًا استضافتهم في فنادق سياحية حتى خروجهم.

ولعل الرئيس السيسي كان واضحًا اليوم حين أكد التزام الدولة بإعادة العالقين، وعددهم نحو 3500 مواطن، وهو ما يجسد حرصه على حل مشكلة هؤلاء، ويقطع الطريق على المتاجرين والمزايدين.

وحين تقوم الدولة بهذا الإجراء فهو واجب وطني تجاه كل مصري أصابه ضرر بسبب هذه الجائحة, وبنفس المبدأ تعاملت الدولة المصرية مع العمالة غير المنتظمة، وصرفت لهم منحة شهرية تستمر لثلاثة أشهر، وكذلك اتخذت من الإجراءات الأخرى التي لا يتسع لها هذا المقال لمساندة المتضررين أفرادًا كانوا أو شركات ومؤسسات؛ مما أسهم في التخفيف من وطأة تداعيات الوباء.

لكن هذه الإجراءات التي تعاملت بها الدولة مع ملف العالقين لم ترق لإعلام الجماعة الإرهابية، الذي دأب على تشويه ما تقوم به مصر تجاه العالقين، وبدأ يروج - عن كذب وافتراء - أن الدولة ترفض إعادة أبنائها من الخارج عبر بث فيديوهات معدة لأفراد ينتمون للجماعة الإرهابية أو بتحريض منها، يزعمون فيها أنهم يريدون العودة ولا يستطيعون بسبب تجاهل الحكومة لنداءاتهم.

والحقيقة التي يتجاهلها "إعلام التفاهة" و"دعاة البلاهة والتحريض" أن عملية إعادة المصريين تتم وفق خطة مدروسة ومعايير محددة تحقق صالح المواطن والوطن, وقد تم إقرار جدول رحلات بين القاهرة ونحو 25 عاصمة ومدينة في العالم قبل أيام؛ لنقل المصريين العالقين.

ولعل مفهوم العالق الذي تنطبق عليه شروط العودة واضح ولا يقبل التأويل؛ وهو المستهدف الذي تسعى الدولة لإعادته وتعطيه الأولوية في الوقت الحالي؛ لكن هناك من يريدون العودة لقضاء إجازاتهم السنوية الصيفية؛ بدعوى أنهم من العالقين فهؤلاء لا تنطبق عليهم الشروط، حتى ولو تمت إعادتهم على نفقتهم؛ لأنه لا يوجد طيران كافٍ لذلك، بالإضافة إلى أن إعادتهم ستضيع فرصة عودة من هم أحق بالعودة؛ مثل الطلاب أو من سافر لمهمة أو للعلاج أو لأي أسباب طارئة ولم تتسن عودته لظروف الوباء.

يقينا إننا أمام ظروف صعبة وتحديات جسيمة تطال العالم كله، وهناك ملايين الأفراد العالقين في مختلف الجنسيات في العالم كله يمرون بنفس الظروف الاستثنائية التي فرضها وباء "كورونا"، ولا أبالغ إذا قلت إن المواطن المصري العالق بالخارج أكثر حظًا من غيره؛ لأن الدولة المصرية تحسبت مبكرًا لهذه المشكلة، وبادرت بوضع خطة تحافظ على كرامة المصريين العالقين، وتضمن عودتهم بسلام إلى أرض الوطن, في حين أن هناك دولًا أخرى في المنطقة - بل وفي العالم - لم تتعامل بهذه الاحترافية مع مواطنيها العالقين, وهناك ملايين البشر الذين يريدون العودة لأوطانهم ولم يجدوا من يعيدهم!!

إن البعض ممن سقطوا فريسة الدعاية السوداء لـ"إعلام التحريض" ويريدون المتاجرة بهذه القضية والمزايدة الرخيصة على الدولة والانسياق وراء أهداف خبيثة ومخططات شيطانية؛ للنيل من سمعة مصر والسعي لإحراجها والتشكيك فيما تقوم به فإن سعيهم مصيره الفشل والخذلان، وهم يرتكبون جريمة لا تغتفر، بل هي خيانة للوطن.
.........

حفظ الله مصر من كل سوء

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة