Close ad

المناوي ورط الجميع

19-4-2020 | 11:29

تعلن ساعة تنبيه المحمول، أنها الواحدة صباحًا، موعد دوائي المضاد للتوتر، استيقظ لأخذ الدواء ومتابعة ما تبقى من برامج، على رأسها برنامج الحكاية للزميل العزيز عمرو أديب، فاصل إعلاني، ثم العودة بقنبلة أن الضيف القادم هو الأستاذ عبداللطيف المناوي، توقعته إعتذارًا تمهيديًا قبل تحقيق الثلاثاء القادم الذي سيجريه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بشأن سلسلة مقالات "نيوتن" حول "استحداث وظيفة" ورغبته في وجود حاكم لسيناء وما تلاها وسبقها.

جلست منتبهًا لأسمع حكاية من حكايات عمرو الدسمة، وبدأت السرد من جانب المناوي مستهلًا بأن الموضوع ليس جديدًا في تناوله.. ففكرة أن نحرر سيناء من المشكلات البيروقراطية والروتين، يهدف في المقام الأول إلى جذب المزيد من الاستثمار لها. وأن تعبير كلمة "حاكم" قد لا يكون هو المقصود، ولكن المقصود أن طبيعة سيناء تقتضي وجود سلطات أعلى من سلطات المحافظ لدفع عجلة التنمية، حيث أن المحافظ فاقد السيطرة على مديري الإدارات الذين يتبعون وزراءهم، وبالتالي من يدير الملف الاستثماري في هذه المنطقة ينبغي أن تكون لديه سلطة أوسع وقدرة أكبر لكي يتخذ من القرارات التي تجعل سيناء قاطرة بالفعل للتنمية في المستقبل القريب.

فتحت فاهي هل هذا الكلام حقيقي أم أنه باطل يراد به حقًا، هذا ليس إعتذارًا إنه إعادة تسويق للفكرة وترديدها على نطاق أوسع، ومحاولة اجتذاب المريدين لها، واقع الأمر أن المريدين موجودون، وهم حلفاء الفساد في زمن مضى، هؤلاء الذين يدورون في فلك رجال أعمال لم يضعوا للوطن وأمنه القومي قيمة يومًا، وسخروا رأسمالهم في التخديم على قطاعات إعلامية وثقافية بالغة التأثير على غير الأهداف والمصلحة القومية والوطنية، خدمة للراعي الرسمي لهم، الذي أوكلهم بالتخديم على أهداف التنظيم الإرهابي ونمكينه من السيطرة على مفاصل الدولة, في الوقت الذي كان فيه الوعي العام بحاجة لمن ينوره ويوعيه ويقوده لفهم ما يحدث حوله في وطنه والإقليم.

من هنا لم يكن غريبًا أن تنطلق جوقة رواد صالونات رجال الأعمال متضامنة مع التنظيم الإرهابي، في الدفاع عن منطقية طرح المناوي، من محورين، فبين رواد الصالونات وأعضاء التنظيم مساحات من التقاطع مهما بلغ التحالف. حيث انطلق المحور الأول من رواد صالونات وبيزينس رجال الأعمال إلى تبني الطرح السابق، ولكن مع تطويره بعد الهجوم الذي لاقاه منذ طرحه "نيوتن"، تطويرًا يشير إلى قبولهم ببعض السلطات للحكومة المركزية وخاصة قواتها المسلحة والشرطة. فيما استغله أعضاء التنظيم لمهاجمة النظام والتأكيد أنه المسوق لهذه الفكرة بهدف التخلي عن سيناء، وكأنهم يومًا لم يذهبوا إلى مقايضة سيناء وحلايب وشلاتين مقابل ضمان بقائهم في الحكم.

مؤكد أن دولة يبذل أبناؤها الغالي والرخيص صونًا للأمن القومي الشامل، ليس هذا مخططها، وإنما لديها إستراتيجية شاملة لتنمية سيناء وفقًا لمراحل متعددة، علم يطلق عليه التخطيط الإستراتيجي، يبدو أن الطرفين لم يسمعا به افتراضًا لحسن النية، أو أنهما يستهدفان إيقافه بكل وضوح وبمنتهى سوء النية من جانبي، فكلمة حاكم لم تترك مجالًا للتفسير، وأن يقدم المناوي على شرحها كما في السابق، فهذا تأكيد على الرغبة في الانتزاع لجزء من التراب الوطني أطلق عليه "منطقة".

وهنا نتوقف، حيرتونا تجمعتم على مهاجمة النظام، ولكن لم تفسروا لنا أيها الحلفاء هل النظام يتوجه للتخلي عن سيناء؟ أم تضغطون لإجباره على الإلهاء؟ أم تريدون أن تكون الدولة دولة أم شبه دولة؟ المؤكد أن مصالحكم التقت، ما بين حملة المباخر لرجال الأعمال، وبين من يرغبون في تشويه النظام السياسي وهم الذين لا يقيمون للوطن معنى أو قيمة.

ثم يعود المناوي ليؤكد أن ما طرحه "نيوتن" هو ما يعرف باللامركزية، تلك الشكل من نظم الحكم المحلي الذي ساهم في الارتقاء بدول كبرى وعظمى، وأن الفكرة لا تخرج عما نص عليه الدستور المصري، ولكنها الحساسية من استخدام تعبيرات ومقترحات قد لا يكون مناسبًا طرحها تقديرًا لحالة التوتر التي يمر بها الجميع في الوقت الحالي، وهو ما يؤكد أننا بحاجة الى التوحد، وأن مرحلة الأزمة التي نمر بها تفرض علينا أن نفكر في المستقبليات، أو ماذا نفعل بعد مرورها؟ وهو ما يجعلنا نتعامل مع ما طرحه "نيوتن" باعتباره فكرة طرحت لدعم التنمية في سيناء مستقبلًا. "فكرة" على طريقة "وجدتها" هكذا يتم لي الحقائق فيما يتعلق بثوابت الأمن القومي، وهى محاولة للإلتفاف كونه يعلم تمامًا بحكم زياراته لمختلف دول العالم بأن الانفصال عن جسد الدولة يختلف تمامًا عن اللامركزية كأحد أشكال نظم الحكم المحلي .

ويشير المناوي إلى أنه بعد هذه الضجة التي يقبلها من بعض الكتاب في إطار احترامه لتعدد الآراء والأفكار، فهو موجود في هذه المؤسسة وعلى رأسها، ويعلم تمامًا ماذا يُكتب ومن يكتُب، وأنه احض وطلب كل ماكتب خلال العامين الماضيين وتم فيهم ذكر اسم سيناء، ووجد ان "نيوتن" ذكرها مرات قليلة. وتريد أن تقنعني أنك موجود، وهل لوكنت موجودًا، وتتابع، ولك سلطة على ما ينشر وما لا ينشر، وتعلم خصوصية سيناء بحكم مناصبك الإعلامية العليا طوال تاريخك، وتقدر الحالة النفسية لشعبك، هل سمحت يا رجل بأن تنشر هذا المقال للمدعو "نيوتن"، هذا الذي ذكرت أنه صلاح دياب وأنه يجتمع بمجموعة من الأصدقاء المتخصصين والمقربين، ليطرح عليهم أفكارًا يناقشها معهم، ثم يصيغها بنفسه أحيانًا ويصيغها آخرون أحيانًا أخرى.

وهنا مربط الفرس، عزيزي عبداللطيف المناوي لقد ورطت نفسك وورطت صلاح دياب، ويتبقى في تحقيق الثلاثاء القادم، أن تكشف لنا عن هذه المجموعة من المتخصصين التي ورطتكم جميعًا في لعبتها اللامركزية.. عزيزي هذه كانت محاولة للتجميل فتحولت إلى مخزون إضافي للإدانة مسجل على الهواء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
عمرو الشوبكي.. شوكة في كل العصور

لكي تتكون الشبكة، أخذت سنين كثيرة، كانت البداية بالتقاط عيون نابهة من نوابغ المصريين الذين يدرسون في الخارج بدأ استقطابها، ومن ثم العمل على غسل أدمغتها

الاتجاهات الحاكمة للسياسة الخارجية المصرية في ست سنوات

للمرة الأولي في التاريخ، نجد أن الاتجاهات والدوائر الرئيسية الأربع للأمن القومي المصري باتت تواجه تحديات، ومخاطر، وتهديدات، تنذر بالعديد من الأزمات، كان

نظرية الإعلام الدوار

تعتمد على بناء شبكة تهدف إلى إدارة والسيطرة على العقول في الدول المستهدفة (أ) من قبل الدول الأكثر قوة وتقدم ونمو (ب).. وهذه الدول (ب) لا تلجأ للحرب العسكرية

في تبرير الإرهاب من منظور الفضيلة

المصري اليوم تواصل بث السم في العسل.. ود.عمرو الشوبكي يكتب اليوم عامودًا بعنوان مواجهة الإرهاب.. ودعوني أقترح عليه أن يسميه "تبرير الإرهاب".. نظرًا للاعتبارات التالية:

دور الشبكات في تغييب مجتمعاتها

الشبكات لها دور مهم في تغيير الأفكار والثوابت قبل النقلة الكبرى للثورة على النظام السياسي القائم.. هكذا يقول تاريخ كل الثورات المصنعة.

محاكمة نيوتن

في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من أبريل الجاري، عقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام جلسة تحقيق مع مالك المصري اليوم، ورئيس مجلس الأمناء، ورئيس التحرير، والممثل

تعمير سيناء .. والمتلونون العابرون للأنظمة

يبدأ اختراق العقول المسئولة عن تشكيل وصناعة الوعي، من اختراق المجتمع الثقافي والعلمي والإعلامي، وذلك من خلال قيام أفراد رئيسيين بتشكيل شبكة من المصالح

"نيوتن".. المبني للمجهول

فيما جهود الدولة بكافة مؤسساتها وأجهزتها مسخرة لمواجهة تحدي تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي لم يجعلها تغفل عن مواجهة التحديات والمخاطر الرئيسية،