ليس هذا وقت الحساب، ولكنها ملاحظة أولية أخشى أن تتوه وسط الأحداث ويتلهى عنها الناس بعد زوال الغمة، وتدور ملاحظتى حول قصور الرعاية الصحية العالمية التى بدت غير قادرة على استيعاب كل المصابين بالفيروس المميت وتقديم الخدمة الطبية اللازمة بما فيها أجهزة التنفس الصناعي، وهذا فى الواقع يطرح على جانب آخر تساؤلات عديدة حول أولويات الإنفاق العالمي، فنظرة واحدة إلى ميزانيات التسلح فى كل دولة من دول العالم، ومقارنتها بحجم ما ينفق على الرعاية الصحية أو حتى على البحث العلمى تخبرنا أننا غير جاهزين لهكذا مواجهات مع التحديات الصحية مثل كورونا والتى بدونا حتى الآن غير قادرين عليها، ثم إن مسألة أخرى لابد من طرحها وهى المتعلقة بكون فيروس كورونا تم تصنيعه أو تخليقه فى أحد المختبرات وخرج عن سيطرة العاملين بذلك المعمل وانتشر وتفشى فى العالم كله، وأنا غير متخصص فنيا لأحكم على مدى صدقية وصحة تلك المعلومة، ولكنها تطرح فكرة ما يمكن أن تفعله مثل تلك التجارب على حيوانات الناس حول الكوكب، أى نعم أن عمليات التصنيع والتخليق التى تتم للفيروسات والميكروبات ليس كلها لخدمة السلاح البيولوجى وبعضا لأغراض علمية وصحية مدنية، ولكن إن لم يكن المجال الذى تجرى فيه هذه التجارب مأمونا مائة فى المائة وربما أكثر، فإن على السلطات الحاكمة دوليا وقف وتجريم هذا اللعب البيولوجى فورا، حتى إذا عبرنا, إن شاء الله, خطر ذلك الوباء، الرعاية الصحية ينبغى أن تكون واجبا أول لكل سلطة تتصدى للحكم وترى فى نفسها أنها تمثل الجماهير، وما كشفته لنا أزمة مواجهة تفشى وانتشار فيروس كورونا يجب أن يدفعنا إلى بذل مجهود أكبر فى بناء نظام صحى عالمى جديد قادر على مواجهة التحديات الاستثنائية غير التقليدية التى سوف يكون علينا من الآن فصاعدا إعداد أنفسنا ومنشآتنا الصحية لنكون جاهزين لها وقادرين على المواجهة.