لا يمر يوم واحد دون أن نقرأ في الصحف ونشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي عن حوادث المرور التي يسقط فيها عشرات المواطنين، وهذه الظاهرة أصبحت الآن كوارث تهدد كل السائقين بسبب السرعة الفائقة والزحام المميت وحالة الانفلات التي تعانيها الطرق السريعة.
ويرى البعض أن الاستخدام السيئ للطرق الجديدة كان من أسباب الكوارث، فلم تعد هناك ضوابط لمعدلات السرعة المطلوبة، ولا نستطيع أن نتجاهل كارثة أخرى هي المخدرات حتى إن البعض يطالب بضرورة استمرار إجراء تحاليل للمنشطات والمواد المخدرة للسائقين عند الحصول على رخصة القيادة، وهناك من يرى أيضًا زيادة عدد الكمائن والرقابة المشددة على الطرق السريعة.
إن المطلوب من وزارة الداخلية أن تضع ضوابط مشددة للحصول على رخصة القيادة بعيدًا عن المجاملات لتتم بعد ذلك متابعة الطرق خاصة في قضية المخدرات، هناك أطفال صغار يقودون السيارات بجانب مأساة أكبر وهي التكاتك، حيث لا رخصة، ولا سن، ولا رقابة من أي نوع، وفي الأرياف تقع كل يوم حوادث خطيرة في القرى والنجوع بسبب آلاف التكاتك التي انتشرت في مصر بصورة غير مسبوقة.
إن القضية في الواقع لا تخص إدارة المرور وحدها في وزارة الداخلية، ولكن المطلوب مواجهة تبدأ بالسلوك الخاطئ، والسرعة المجنونة، وتنتهي عند الأطفال الصغار الذين يقودون السيارات ويرتكبون الحوادث، وأمام عشرات القتلى الذين يتساقطون على الطرق السريعة بسبب جنون القيادة، فإن الأمر يحتاج إلى دراسة أسباب هذه القضية ابتداء بحالة الانفلات التي نعاني منها جراء الزحام الشديد، وانتهاء بالرقابة الأسرية التي تسمح لطفل في العاشرة من عمره أن يقود الميكروباص أو التوك توك أو حتى سيارات النقل وتكون الكارثة! لقد أصبحت حوادث الطرق الآن من أكثر الكوارث التي يتساقط فيها الضحايا من كل الأعمار، مما يستوجب بحثها أمنيًا، واجتماعيًا حماية لأرواح الناس.
• برغم أخطاء الخديو إسماعيل، فإن التاريخ لا ينسى له أنه فقد عرشه، ونفى خارج البلاد عندما انتهج نهجًا شعبيًا في سياسته واستجاب لمطالب مظاهرة الضباط في 18فبراير عام 1879، فأقال وزارة نوبار باشا صاحبة الميول الأوروبية وطرد الوزيرين الأجنبيين الإنجليزي والفرنسي من الحكومة المصرية، وأعاد الضباط المفصولين إلى الخدمة، وصرف رواتبهم المتأخرة، وأنه صاحب أول تجربة ديمقراطية عندما أنشأ مجلس شورى النواب سنة 1866، ولأن بريطانيا كانت تحكم مصر بالنصائح الملزمة التي تتعارض تمامًا مع الديمقراطية، فلم تتحمل بقاءه في الحكم فأوغرت إلى السلطان العثماني بعزله وتولي ابنه توفيق بدلًا منه، كما لا ولن ينسى له التاريخ أنه الوحيد الذي استكمل جميع مشروعات محمد على التي توقفت فاستأنف إرسال البعثات التعليمية، وأنشأ أول مدرسة لتعليم البنات وانتشرت الحركة التعليمية في عصره، واهتم بإنشاء الجمعيات العلمية، وتجميل شوارع القاهرة وميادينها، وبناء القصور وكوبري قصر النيل، وأول دار للأوبرا كأحد معالم النهضة الموسيقية حتى أصبحت مدينة القاهرة تضارع أرقى المدن الأوروبية، ومادامت الحكومة تتبنى هذه الأيام مشروع إعادة الوجه الحضاري للقاهرة الخديوية وتطوير مبانيها ذات الطابع المعماري المتميز وتجميل واجهات شوارعها، ويحلو لها من آن لآخر إعادة تقديم أوبرا عايدة في المناسبات الرسمية وغير الرسمية، فإنه ينبغي أن نعيد الفضل لصاحب الفضل، ونرفع الغبن عن الخديو إسماعيل، ونعيد تمثاله من جديد.
• في مثل هذه الأيام من عام1959 كنا في مصر نحتفل بظهور أول أعداد مجلة "ميكي" التي مازالت حتى الآن تشكل وعي ووجدان وثقافة أطفال مصر والعالم العربي، كان الظهور الأول لشخصية ميكي بمجلة "سمير" في خمسة أعداد خاصة، إلا أنه استحق عن جدارة أن ينفصل هو وأصدقاؤه في مجلة مستقلة ظلت "دار الهلال" تحت إشراف الأستاذة نادية نشأت تصدرها شهريا لمدة ثلاث سنوات، ثم بعد ذلك أسبوعيًا، وبالرغم من أن ميكي شخصية أجنبية 100% من نسج خيال والت ديزني، إلا أنه لم يجد أي صعوبة في دخول قلوب ملايين الأطفال المصريين حول العالم، بل ونجح المشرفون على المجلة في تقديمه في قصص من واقع تفاصيل حياتنا اليومية مثل: "ميكي مسحراتي عبر الزمن"، وكانت من تأليف الأستاذ مجدي نجيب ورسوم محمد التهامي، وصدر هذا العدد في عام 1967، وبعد 44 عامًا من إصدارها في مصر عن "دار الهلال"، توقفت المجلة عن النشر ولم يخرج العدد 2189، حيث سحبت شركة ديزني الترخيص بسبب خلافات حول جودة الطباعة والإعلان، وكان خبرًا حزينًا في جميع الأوساط المصرية التي تربت جيلَا بعد جيل على مجلة "ميكي"، لكن لحسن الحظ عاد "ميكي" من جديد في يناير
عام 2004 ليخرج علينا أسبوعيًا من دار نهضة مصر.
• حدث في شهر مارس: في الأول من مارس عام 1811 وقعت مذبحة المماليك بالقلعة والتي دبرها محمد علي باشا، وفي الثاني من مارس عام 1930 توفي الأديب الإنجليزي ديفيد هربرت لورانس الذي تعددت مجالات إبداعاته من الروايات الطويلة إلى القصص القصيرة، والمسرحيات، والقصائد الشعرية، والكتابات النقدية، وولد في 11سبتمبر 1885، وفي الرابع من مارس عام 1892 ولد الشاعر محمود بيرم التونسي، وفي السادس من مارس عام 1957 استقلت غانا عن الاستعمار الفرنسي، وفي السابع من مارس عام 1977 عقد مؤتمر القمة الإفريقي العربي بالقاهرة، وفي الثامن من مارس 1919 ألقي القبض على الزعيم سعد زغلول ورفاقه.