Close ad

كورونا .. الخطر المدمر

25-2-2020 | 15:47

مثل النار في الهشيم تتمدد مخاطر فيروس كورونا من أقصى الشرق إلى الغرب مخلفة خسائر بشرية جسيمة، ومهددة بتدمير النمو الاقتصادي العالمي.. هكذا جاءت تحذيرات دوائر ومؤسسات دولية في مقدمتها صندوق النقد الدولي..

وهكذا بات العالم أجمع في مرمى هذا الفيروس المميت الذي أصبح أكثر انتشارًا وأشد ضراوة بعد أن طرق أبواب دول كانت تعتبر في منأى عن هذا الخطر الداهم مثل إيران ولبنان والكويت ودول أوروبية مثل إيطاليا وفرنسا.وبالتوازي مع حركة انتقال هذا الفيروس سادت الدوائر الاقتصادية حالة من الذعر انعكست على أداء البورصات وأسعار النفط والذهب والمواد الخام؛ حتى إنه يمكن القول إننا أمام تحولات اقتصادية عنيفة في الاقتصاديات الدولية ربما تستمر تداعياتها لسنوات قادمة.

السيناريو الأسوأ أن يفشل العالم في حصار الفيروس ووقف تمدده، وهنا ستدفع الدول فاتورة باهظة بشريًا واقتصاديًا؛ إذ إنه ستتهاوى عملات دول وتتراجع معدلات الاستثمار، وتنكمش حركة التجارة وتهاجر رؤوس الأموال المشروعات إلى الذهب، ويسود الكساد في حركة الاقتصاد العالمي.

وقد انعكست مظاهر الذعر التي أصابت المستثمرين في الارتفاع المفاجئ على طلب الذهب؛ مما زاد من سعره عالميًا بمعدلات قياسية فيما ذهب بعض الخبراء الدوليين إلى أن أسعار المعدن النفيس مرشحة للصعود إلى مستويات تاريخية مع استمرار حالة عدم السيطرة على الفيروس.

في المقابل ستتهاوى أسعار النفط نظرًا لتراجع الطلب عليه، وسط أحاديث من دوائر اقتصادية دولية أن انكماش التجارة والصناعة المتوقع سوف يتسبب في زيادة مخزون النفط؛ بل ربما لا تتسع المخازن للكميات الفائضة عن التصدير؛ حتى إن الرئيس الصيني شي جين بينغ –الذي تعد بلاده أكبر مستهلك في العالم للطاقة - قال إنه سيجري تعديلا على السياسة النفطية للمساهمة في تخفيف الضربة التي سيتلقاها الاقتصاد من تفشي الفيروس.

ولم تتوقف التداعيات السلبية عند هذا الحد؛ بل هناك توقعات بتراجع كبير في أسعار المواد الخام بسبب انخفاض معدلات التصنيع وتوقف المصانع في المناطق الموبوءة وبالتالي فإن الدول التي تعتمد على تصدير المواد الأولية سوف تتضرر.

ناهيك عن التداعيات الاجتماعية الناتجة عن حالة الشلل الاقتصادي التي ربما تكون أكثر ألمًا، وأشد وجعًا لاقتصاديات الدول الناشئة؛ إذ إنه يتوقع ارتفاعًا في معدلات البطالة، وتراجع معدلات النمو نتيجة حدوث اختلالات هيكلية في اقتصاديات هذه الدول.

إذن العالم كله بات في حرب مصيرية مع فيروس لا يرى بالعين المجردة، وأنه برغم ما وصل إليه من تطور في العلوم والتكنولوجيا الحديثة فإنه - حتى الآن - عاجز عن وقف زحف الفيروس القاتل.

وربما يسأل البعض عن التداعيات الاقتصادية المتوقعة على مصر، والإجابة المنطقية تقول إن مصر ليست بمعزل عن حركة الاقتصاد العالمي؛ فهي تتأثر سلبًا وإيجابًا مثل كل الدول؛ لكن تتفاوت الآثار حسب درجة ارتباط اقتصاد كل دولة بغيره؛ فإذا حدث كساد تجاري عالمي فهذا يعني انكماش صادرات مصر وتأثر السياحة ودخل قناة السويس.. وغير ذلك من مكونات اقتصادية مرتبطة بحركة التجارة العالمية.

.. لكن يبقى الأمل في تسارع الأبحاث الجارية حاليًا بشأن إنتاج مصل مضاد للفيروس، والتي يعتقد أن علماء صينيون باتوا أقرب إلى ذلك من خلال ما توصلوا إليه من نتائج إيجابية عبر تحليل بلازما الدم التي حصلوا عليها من مصابين تعافوا من الفيروس، بالإضافة إلى تكهنات طبية تتوقع اختفاء الفيروس مع قدوم فصل الصيف.

وما بين المخاطر المحدقة والأمل في إنتاج مصل لمواجهة الفيروس يقف العالم في حالة ترقب وفزع حتى إشعار آخر.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة