Close ad

تشجعي يا صين.. اصمدي يا ووهان

23-2-2020 | 18:52

.. والصين تكافح بكل قوة وشراسة فيروس "كوفيد – 19"، المعروف باسم كرونا اللعين، تلقيت اتصالات هاتفية من منظمات وجمعيات أهلية مصرية، ورسائل إلكترونية من أفراد عاديين، معبرة عن التضامن مع الصين، استجابة لما دعوت إليه، منذ أسبوعين، بوجوب تقديم مبادرات تضامنية شعبية تجاه الصين.

مقطع الفيديو المنسوب لطفل مصري صغير، اسمه أحمد، وهو يهتف من أعماق قلبه: "تشجعي يا صين.. اصمدي يا ووهان"، جاء معبرًا عما يجيش في قلوب كل المصريين من تضامن مع الصين، وصداقة وطيدة تضرب بجذورها عبر التاريخ.

العلاقات بين مصر والصين هى علاقة شراكة إستراتيجية شاملة، بالذات، منذ 64 عاما، وقد اكتسبت تراكما فى الفهم والثقة العميقة والخبرات والتقاليد الممتازة.

الصين هى أكبر شريك تجارى لمصر، وقد بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى عام 2018 نحو 13.86 مليار دولار، بزيادة نسبتها 27.7%، وحوالى 6.5 مليار فى النصف الأول من عام 2019، وحققت الصادرات المصرية للصين رقمًا هائلًا وقياسيًا؛ حيث بلغت 1.83 مليار دولار، وبنسبة زيادة تصل إلى 36.8%.

فى الوقت نفسه، بلغ حجم الاستثمارات الصينية المباشرة فى مصر 7 مليارات دولار، وسوف يضاف إليها 800 مليون دولار، جرى الإعلان عنها منذ آيام قليلة، لبناء مصنع فوسفات أبوطرطور، وقد عانى الإهمال والضياع والتبديد على مدى عقود فى منطقة الواحات البحرية، فضلًا عن أن هناك 1600 شركة صينية مسجلة فى مصر، توفر 30 ألف فرصة عمل للمصريين يوميا.

كل يوم يجرى تشييد 400 متر من خط القطار المكهرب بين مدينة العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة، وتتولى التنفيذ إحدى الشركات الصينية.

فى العاصمة الإدارية يرتفع بناء البرج الأيقونى 3.2 قدم يوميا، ويعمل 1800 مهندس وموظف وعامل صينى يدا بيد مع 5 آلاف من نظرائهم المصريين بالشركة الصينية المعمارية، لإنجاز وتسليم 20 برجا عاليا بمنطقة الأعمال المركزية CBD على أكمل وجه فى عام 2022.

قصدت الإشارة إلى هذه الأرقام - المؤكدة والرسمية - الورادة فى ملف متخم من تنامي علاقة الشراكة الإستراتيجية بين مصر والصين، وقد انعكست تلك العلاقة - بشكل مبهر- فى تحقيق تعاون وثيق بين الأجهزة المختصة بالبلدين، للوقاية من فيروس كورونا، بإنشاء منظومة وقائية شاملة تمنع تسلل الوباء لمصر نهائيا.

في "أهرام" يوم الثلاثاء الماضي، قرأت تصريحًا لوزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، توجه فيه الشكر والتحية للفريق الطبى وللطاقم الإداري وطاقم قيادة الطائرة ورجال مصلحة الجوازات بوزارة الداخلية والقوات المسلحة، لما بذلوه من جهد فى عملية الحجر الصحى، مشيدة بتكاتف والتفاف جميع أجهزة الدولة للحفاظ على أبنائها، وسيتم تكريمهم وتخليد أسمائهم بجدارية تذكارية.

بعد يومين، قرأت مقالا- قيما آخر- منشورا فى الصحيفة نفسها، كتبه السفير الصينى بالقاهرة، لياو لى تشيانج، كشف فيه عن بعض بنود المنظومة الوقائية الشاملة التى اتبعتها الأجهزة المختصة فى البلدين، حيث طلبت السفارة الصينية - بشكل واضح - من الأفراد الذين أقاموا أو سافروا إلى هوبى أو من تعاملوا معهم، بتأخير سفرهم إلى مصر.

فى الوقت نفسه، طلبت السفارة من جميع الصينيين الذين عادوا إلى مصر بتطبيق العزل الذاتى لمدة أسبوعين، مع تزويد بوابات الدخول بالشركات الصينية العاملة فى مصر بأجهزة الأشعة الحمراء لفحص حرارة جميع المترددين على موقع العمل، وتطبيق العزل الذاتى لكل من يأتي من الصين لزيارة العاملين فى الشركات الصينية، وللعاملين الذين عادوا من الصين، ومراقبة ومتابعة حالاتهم الصحية.

هذه الإجراءات الوقائية التى اتبعتها الأجهزة المصرية - الصينية المختصة، أسهمت فى الحد، محليا، مما يسمى بـ "فوبيا كرونا"، التى أصيبت بها بعض الدول، الحاقدة على الصين، باتخاذ سياسات قاسية تصل إلى حد منع دخول مواطنين صينيين لحدودها، وبعض أشكال التمييز والانعزال العنصرية، قولا وفعلا، فضلًا عن اتخاذ تلك الدول تدابير، ذات نوازع سياسية، تتعارض مع حركة السفر والتجارة الدوليتين، وما يترتب عليها بوقوع المزيد من الخسائر العالمية.

بقى أن أنقل نص رسالة إلكترونية، كتبها يوم الإثنين الماضى، الطيار أيمن سراج، قائد الطائرة المصرية، التى أقلت المواطنين المصريين، العائدين من مدينة ووهان، لحمايتهم من الإصابة بالوباء اللعين:

"كلنا جنود فى خدمة مصر.. كل فى موقعه.. هذه هى قصتى مع زملائى، طاقم الطائرة العائدة من الصين.. وبعد قضاء أسبوعين كاملين فى الحجر الصحى بمرسى مطروح.. ومن منطلق الواجب الإنسانى، وتلبية للنداء الوطنى، بإعادة أبناء مصر الذين كانوا محاصرين بوباء كرونا فى مدينة ووهان الصينية.

أشكر زملائى ورفاقى فى هذه المهمة.. بالتأكيد، كانت مهمة صعبة، وتم الإعداد لها بعناية من جانب جميع أجهزة الدولة، بعد تعليمات واضحة من سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. الذي أعاد كرامة المواطن المصري، واحتضان الدولة له حتى وهو خارج الوطن.. وذلك بالذهاب إلى الصين، ونقل أهلنا هناك سالمين.

لقد جرى التنسيق بين معالي وزير الطيران المدنى، كابتن محمد منار، ورئيس السلطة، كابتن سامح حفنى، وجميع إداراتها، وكذلك معالى وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، والأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى التنسيق مع رئيس مجلس إدارة شركة للطيران، الدكتور حسن محمد حسن، والطيار محمود محمود شلبي، مدير العمليات بالشركة، وزميلي كابتن أشرف الهواري، كبير الطيارين بالشركة".

يختتم قائد الطارئرة، الطيار أيمن سراج، رسالته الإلكترونية قائلًا: "كل الشكر لأفراد الطاقم المرافقين.. تحيا مصر". وإليه ولزملائه ولكل الأجهزة أقول: شكرًا.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: