Close ad
20-2-2020 | 18:27

في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، ووصول حكومة الأقلية برئاسة أحمد ماهر، ثم محمود فهمي النقراشي بعد اغتيال ماهر لم تستطع تلك الحكومات أن تقترب من صوت الناس ومطالبات الجلاء، والتخلص من ارتباطات معاهدة 1936، فضلا عن دعوات التمصير للوظائف والشركات، وحق الاقتسام وامتلاك ثروات الوطن.

تحركت القوى السياسية: الوفد، واليسار، ومصر الفتاة، وارتفعت مطالبات إلغاء المعاهدة فلم تستطع حكومة النقراشى سوى أن ترسل مذكرة باهتة تطالب بإعادة التفاوض حول معاهدة 1936، وجاء الرد البريطاني صاعقًا، مؤكدًا سلامة العلاقة القائمة التي تدعم روح الود والتعاون اللذين نوهت بهما المذكرة المصرية!.

كانت المذكرة في ديسمبر 1945 وجاء الرد في نهاية 1946، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن ممدوح رياض مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة صرح بأن" وجود القوات البريطانية في أندونيسيا لا ينطوي على تهديد للأمن الدولي".

أما عبدالحميد بدوي وزير الخارجية فقد صرح بأنه "ليس لمجلس الأمن حق النظر في أى مسألة تتصل بمصر أو الدول العربية لأن مشكلاتهم ليست مما تمخضت عند الحرب"، فثارت ثائرة الوطن، وطالب صبري أبوعلم زعيم المعارضة بمجلس الشيوخ النقراشي بإصدار تصريح مضاد فراوغ ولم يفعل شيئًا.

وفي أعقاب الرد البريطاني دعت لجنة الطلبة التنفيذية إلى مؤتمر عام بجامعة القاهرة في 9 فبراير 1946، وحضر حشد هائل من طلاب الجامعة والأزهر والقانون، وأعلن المؤتمر اعتبار المفاوضة من أعمال الخيانة، وخرجت من الجامعة أضخم مظاهرة ضد الحرب العالمية الثانية، فعبرت شارع الجامعة إلى ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، فما إن انتصفته حتى تم فتح الكوبري، فأصيب نحو 200 طالب واعتقل مثلهم، وفي 12 فبراير قامت جنازات على أرواح الشهداء في الأزهر والإسكندرية والزقازيق والمنصورة، واستشهد في تلك الأحداث نحو ستة شهداء، وتتابعت التظاهرات في مختلف أقاليم بحري والصعيد، وفي 15 فبراير انطلقت تظاهرات عنيفة في الحسين والغورية ووسط البلد وفي بورسعيد، والفيوم، وطنطا، وبني سويف، وزادت أعمال الاعتقال، وأعلن في 16 فبراير الحداد العام في أنحاء البلاد.

ذهب النقراشي، واستدعى الملك إسماعيل صدقي لتشكيل الوزارة، فهاجت الأفئدة، لقد جاء أبو السباع مزور الانتخابات وقاهرعنابر العمال ومن أطاح بدستور 1923 كما قال عزيز فهمي، فتجمعت القوى الوطنية وفي مقدمتها لجان الطلبة والعمال، وتشكلت لجنة الطلبة والعمال التي دعت إلى أن يكون الخميس 21 فبراير 1946 يوم الجلاء وإضرابا عاما لجميع فئات الشعب، وبالفعل شاركت جموع عمال العنابر والسكة الحديد ومصانع شبرا الخيمة وطلبة الجامعات والثانوي والأزهر، وانطلقت التظاهرات من الأزهر للأوبرا للتحرير، فمرقت سيارة إنجليزية دهمت المتظاهرين، فردوا عليها بقذف الحجارة على قشلاق للإنجليز بالثكنات، فرد الإنجليز بإطلاق النار، فسقط 25 شهيدًا، وثارت الناس، ولوحت بالمناديل المخضبة بالدماء الطاهرة، في هذا اليوم عمت التظاهرات الإسكندرية، والمحلة، والمنصورة، وكفر الشيخ، وأسيوط، والمنزلة، وبني سويف، وأطلق صدقي أعمال الاعتقال، وإغلاق الصحف، وتكميم الأفواه.!

إن ثورة الطلبة والعمال في 1946 تسقط دائما من ذاكرة الإعلام الرسمي والخاص، والتعليم الرسمي أيضا رغم أنها هي التي مهدت لإسقاط معاهدة 36 على يد الزعيم مصطفى النحاس في أكتوبر 1951، وهي التي استعادت للمصريين روح ثورة 19بفضل روح الأمل والنضال الوثابة لعمال مصر وطلبة الوطن.

* في أول مؤتمر عقد للسينما المصرية عام 1936 قالت: "أنا كنت الضحية وكنت القربان"، ثم بكت، ولم تتمكن من استكمال كلمتها!هى الفنانة عزيزة أمير التي رحلت عنا في 28 فبراير 1952صاحبة أول فيلم روائي مصري.

الناقد السينمائي طارق الشناوي يقول عنها: فنانة عظيمة دفعت ثمن حبها وعشقها للسينما المصرية، وينسب لها أول فيلم مصرى روائي هو فيلم ليلى 1927، وقيل إنها كتبت ومثلت وأخرجت وأنتجت، ولكن قيل أيضا إن هناك من كان يساعدها مثل المخرج الكردي وداد عرفي والفنان استيفان روستي، لكنها في النهاية أحبت السينما وقدمت لها الكثير، ويكفيها فخرا أنها امتلكت شجاعة الخطوة الأولى، وبعد ليلى قدمت أفلاما مثل" كفري عن خطيئتك"، و"بنت النيل"، ولكن لم تستطع أن تكمل المسيرة، فإذا كانت تكلفة الفيلم ألف جنيه في عشرينيات القرن الماضي فهي تعادل الآن نحو 30 مليونا.

ويكشف لنا إبراهيم عناني عضو اتحاد المؤرخين العرب ومؤلف كتاب"تاريخ المسرح الغنائي" أن اسمها الحقيقي مفيدة محمد غنيم، وهى من مواليد الإسكندرية عام 1901، وبدأت مشوارها الفني من خلال المسرح مع الفنان يوسف وهبي الذي ضمها لفرقة رمسيس، وأسند إليها دور البطولة في مسرحية"الجاه المزيف"، واختار لها اسم عزيزة أمير، ثم عملت بعد ذلك في فرقة عكاشة.

وتظل القيمة الحقيقية لهذه الفنانة الرائدة، لا في تأسيس صناعة السينما المصرية، ولا في اكتشاف المواهب في شتى فروع الفن السينمائي فحسب، وإنما في مقدرتها الفنية وخبرتها في الإنتاج والتأليف، بجانب براعتها في التمثيل.

• عندما جرى الاستفتاء على مشروع الوحدة بين مصر وسوريا يوم 22 فبراير 1958 جاءت نتيجة "نعم" بنسبة 99، 99% في إقليم مصر، وكان تعداد السكان وقتها 25 مليونًا، و99، 98% في إقليم سوريا الذي كان تعداد سكانه 4 ملايين نسمة!

• حتى لا ننسى في 20 فبراير 1901: ولد محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر بعد قيام ثورة 1952، وفي نفس اليوم من عام1910 توفي بطرس غالى رئيس وزراء مصر الأسبق الذي ولد في 12 مايو 1846 في بني سويف، وفى 1938 ولد محمود الجوهرى اللاعب ومدرب كرة القدم، وصاحب إنجاز وصول منتخب كرة القدم إلى نهائيات كأس العالم عام 1990، كما وقعت في نفس اليوم من عام 2002 كارثة قطار الصعيد الذي راح ضحيته 370 مواطنًا، وفي 2008 توفى الدكتور صوفى أبو طالب رئيس مجلس الشعب الأسبق، والذي تولى رئاسة الجمهورية لمدة أسبوع عقب اغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر عام 1981.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
لم المغالاة؟

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية إلى تعمير الصحراء وتدبير احتياجات المصريين من الغذاء، بل تحارب البناء على الأرض الزراعية بقوانين وإجراءات رادعة،

انتخابات ساخنة في نقابة المحامين

• اشتعلت المنافسة في انتخابات النقابة العامة للمحامين، وذلك بعد إعلان الكشوف النهائية للمرشحين في الانتخابات التي تجري بعد غد الأحد 15 مارس على منصب نقيب

يوم الشهيد

يوم الشهيد

حوادث المرور

لا يمر يوم واحد دون أن نقرأ في الصحف ونشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي عن حوادث المرور التي يسقط فيها عشرات المواطنين، وهذه الظاهرة أصبحت الآن كوارث

النقشبندي صوت المآذن الشامخة

• 44 عامًا مرت على وفاة الشيخ سيد النقشبندي، زاد في كل عام فيها شهرة ونجومية، كانت أكبر مما حظي به في حياته، حتى إن الابتهال الشهير"مولاي إني ببابك" أصبح

حتى لا ننسى مصطفى كامل

• برغم أن سنوات عمره قليلة، فإن حياة الزعيم مصطفى كامل كانت زاخرة بمحطات مهمة من النضال تلك التي ترصدها مقتنياته، وتحكيها الصور واللوحات داخل أروقة المتحف الذي خصص له ويحمل اسمه.

الأكثر قراءة