تابعت ليلة الجمعة الماضية مناظرة تليفزيونية بين المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الأمريكية المقبلة.. اشتبك فيها المرشحون الديمقراطيون؛ مما جعلها مناظرة متوترة هيمنت عليها الهجمات ضد بيت بوتيجيج وبيرني ساندرز؛ وهما المرشحان اللذان أعلنا الفوز في ولاية أيوا بعد أن تأخر إعلان النتائج النهائية لأسباب تقنية معقدة؛ نظرًا لأن طريقة التصويت في ولاية أيوا تختلف بشكل كبير عن باقي الولايات.
وفي نفس الأسبوع تمت تبرئة دونالد ترامب من محاكمته وعزله قبل أيام من الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، ظهر واضحًا الاختلاف في الرؤيا لمرشحي الحزب الديمقراطي، في الوقت الذي تحدى فيه المرشحون المعتدلون التقدميين وأولئك الذين يتمتعون بمزيد من الخبرة في واشنطن الوافدين السياسيين الجدد نسبيًا.
وواجه ساندرز انتقادات من زملائه المرشحين بسبب دعمه لاقتراح الرعاية الصحية للجميع؛ وهي خطة تأمين صحي تديرها الحكومة ويفضلها التقدميون من شأنها أن تحدث ثورة في النظام الأمريكي؛ بينما أجبر بوتيج على صد الانتقادات على شبابه وقلة خبرته.. وأغلب الانتقادات سببها التكلفة العالية جدًا لخطة الرعاية الصحية المقترحة، كثير من المحللين اعتبروا أن مناظرة ليلة الجمعة كانت بمثابة اختبار رئيسي لبايدن؛ الذي يعتبر منذ فترة طويلة المرشح الأوفر حظًا في السباق الديمقراطي الأساسي للترشح في انتخابات الرئاسة أمام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، ولكن في ولاية أويوا حصل على المركز الرابع بفارق كبير عن ساندرز والسناتور إليزابيث وارين..
في بداية المناظرة، أقر بايدن بأنه "تلقى ضربة" في ولاية أيوا وتوقع أنه "ربما يتلقى ضربة أخرى" في نيو هامبشير بسبب وجود ساندرز صاحب الشعبية الأكبر هناك.. لكن بايدن حذر من أن ساندرز يمثل خطرًا بسبب وصفه لذاته بأنه "اشتراكي ديمقراطي"، وأن بوتيجيج لم يثبت أنه يتمتع بالخبرة في أن يكون رئيسًا.. إلا أن استطلاعات الرأي تكشف أن بايدن يحصل على تأييد السكان الأمريكيين من أصول إفريقية.. أما عن الرئيس ترامب الذي نجا من العزل وخرج منتصرًا مزهوًا وغرد بأنه سيظل رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية إلى الأبد.. عاد لينتقم بشكل سريع من الشهود الرئيسيين في قضية محاكمته وقام بإقالة إليكساندر فيندمان وجوردون سونلاند من مناصبهم.. وتم اصطحاب اللفتنانت كولونيل فيندمان، الذي اتهم ترامب بأنه سعى لتشويه خصومه السياسيين "خارج البيت الأبيض" بعد أن قال ترامب قبل ساعات بأنه كان "غير سعيد" بمدير مجلس الأمن القومي للشئون الأوروبية وكبار الخبراء حول أوكرانيا.
وكان محامو الضابط فيندمان الذي كان يعمل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قد قال إن "موكله تعرض للطرد من وظيفته بسبب شهادته ضد الرئيس دونالد ترامب خلال محاكمته في الكونجرس".
والمحامي قال كمان: إن "فيندمان فوجئ بعد انتهاء جلسات المحاكمة بموظفي الأمن يطلبون منه إخلاء مكتبه فورًا والخروج معهم من البيت الأبيض، مؤكدين أنه نُقل إلى وزارة الدفاع".
وقال المحامي إن موكله "طُرد من عمله؛ لأنه قال الحقيقة، ولا يوجد شك في ذهن أي مواطن أمريكي في سبب فقدان هذا الرجل وظيفته، ولماذا قل عدد الضباط الذين يخدمون هذا البلد في البيت الأبيض". وتم كذلك الاستغناء عن يفجيني فيندمان الأخ التوأم وهو محارب مخضرم الذي لم يشارك في جلسات الاستماع في مجلس الأمن القومي..
أما عن سوندلاند فقد تم إعفاؤه من منصبه كسفير للولايات المتحدة في الإتحاد الأوروبي، وهو رجل أعمال تم تعيينه بعد أن قام بالتبرع لحملة ترامب وشارك في الجهود المبذولة في أوكرانيا لإقناع المسئولين بالإعلان عن التحقيقات حول جو بايدن وابنه هانتر.. وللحديث بقية