لم تتوقف التفسيرات والتساؤلات عن كون ما أصاب "الصين" بانتشار فيروس كورونا هو بمثابة "حرب بيولوجية" معلنة عليها، أم فيروس انتشر نتيجة تناول وجبات الخفافيش الحاملة للفيروس؛ مما أدى إلى تزايد سريع في أعداد القتلى والمصابين.
ومما لا شك فيه أن "الفيروسات" التي اجتاحت العالم مؤخرًا مٌصّنعة بتقنية عالية، وأثبت ذلك أن الحرب المقبلة ليست حربًا تقليدية بإطلاق الصواريخ والمدافع والطائرات الحربية وارتداء الزي العسكري، والاشتباك بالأسلحة عن قرب؛ بل حرب بيولوجية يكون فيها العلم والتقنيات الحديثة والبحث العلمي والمعروف أن "السلاح البيولوجي" هو أحد أدواتها وأسلحتها في تدمير الاقتصاد.
ويتميز السلاح البيولوجي بأن تكلفته بسيطة، وفي الوقت نفسه مؤثر بشكل سريع، إذا تم مقارنته بالأسلحة الكيميائية والنووية، ولا يقتصر استخدام هذا السلاح على وقت الحرب فقط؛ ولكن قد تكون أعمالًا انتقامية لإثارة الذعر ضد المدنيين العُزَّل لفرض الإذعان والسيطرة.
ومن أمثلة الحرب البيولوجية "الجمرة الخبيثة" في الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت في عام 2001، بإرسال الجراثيم داخل مظاريف، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص منهم أربعة غير مستهدفين، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى "تنظيم القاعدة" آنذاك؛ إلا أنه بعد جهود مضنية لإثبات هذا الاتهام تبين أن الجميع يتعقبون المتهم الخطأ، وتوصل حينها مكتب التحقيقات الاتحادي إلى مصدر محلي لهذه المظاريف، وهو عالم يعمل في مجال الدفاع البيولوجي، وكان أحد مستشاري مكتب التحقيقات الاتحادي الخاص بالجمرة الخبيثة.
فـ"السلاح البيولوجي" يمتلك نفس القدرة على قتل الآلاف في أي هجوم، وأن التاريخ قد سجل قائمة مأساوية كبيرة شهدت اقتراف جرائم ضد الإنسانية، وقد استعرض المؤلف الروائي الأمريكي "توم كلانسي" فكرة الإرهاب البيولوجي في اثنين من مؤلفاته وهما: "الأوامر التنفيذية" و"قوس قزح السادس"، وفي كل من الكتابين، كان مصدر العدوى هو فيروس إيبولا، الأمر الذي يجعلنا نتيقن أن الحرب المقبلة سلاحها هو قوة العقل والبحث العلمي وبراعة التفكير والتدبير، في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم.