Close ad

إفريقيا التي نريدها

10-12-2019 | 15:30

لا شك أن ما شهدته القارة الإفريقية على مدار العام الحالي - عام رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي - أسهم وبصورة كبيرة في تغيير الصورة الذهنية عن القارة السمراء أمام العالم أجمع؛ بل إنه أسهم في إعادة الثقة إلى أبناء القارة في أنفسهم وفي إمكاناتهم وقدراتهم وقدرات قاراتهم خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث بكل ثقة وفخر أمام المنتديات العالمية والمنظمات الدولية عن القارة الإفريقية وضرورة تغيير الصورة الذهنية عنها من كونها ساحة للصراعات والنزاعات والحروب إلى ساحة للتنمية والاستثمار؛ بل إن الرئيس وفي كل المؤتمرات كان مصرًا على استخدام لغة الشراكة بين القارة وبين الأطراف الدولية الأخرى؛ سواء الصين أو روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو اليابان أو مجموعة العشرين أيضًا.

وعلى مدار ثلاثة أيام من المناقشات والحوارات الجادة شاركت في منتدى الحوار الإفريقي رفيع المستوى الثامن الذي نظمته مفوضية الشئون السياسية بالاتحاد الإفريقي في العاصمة الأوغندية كمبالا خلال الفترة من 4- 6 ديسمبر الحالي حول "اللاجئين والنازحين في القارة"، وقد لمست خلال المناقشات التي تمت معي من قبل شخصيات إفريقية رفيعة المستوى على هامش المنتدى من بينها السيدة ميناتا ساماتي مفوض الشئون السياسية بالاتحاد الإفريقي، وعدد من سفراء الدول الإفريقية لدى الاتحاد الإفريقي مدى تقديرهم البالغ للجهود التي بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال هذا العام لدعم القارة الإفريقية في المحافل الدولية والسعي بكل جدية وإخلاص لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول القارة ووقف الصراعات والنزاعات التي تهدد جهود التنمية بها.

والمؤكد أن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة والذي يفتتحه الرئيس السيسي غدًا تحت عنوان "أجندة للسلام والأمن والتنمية المستدامة في إفريقيا" بحضور عدد من قادة ورؤساء دول إفريقية وممثلين للشركاء الدوليين والإقليميين وشباب القارة سوف يمثل علامة مهمة ورقمًا صحيحًا في الجهود التي تبذلها مصر مع دول القارة لوضع إستراتيجية تحدد أطر العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة من منطلق إيجاد حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية من خلال الربط بين السياسات والممارسات العملية؛ خاصة أن المنتدى سوف يناقش عددًا من القضايا التي تمثل الركيزة الأساسية في تحقيق التنمية، وفي مقدمتها بناء السلام والحفاظ عليه في القارة، ومراجعة ما تم إنجازه في مبادرة إسكات البنادق في إفريقيا، بالإضافة إلى مناقشة قضايا النزوح القسري، وبرنامج السلم والأمن في القارة.

وأعتقد أن منتدى أسوان سوف يمثل نقطة التقاء مهمة لقادة القارة مع الشركاء الدوليين خاصة من كندا وبريطانيا واليابان؛ بهدف السعي لمراجعة عملية التنمية والاستثمار في القارة، وكيفية دعم وتعزيز دور هؤلاء الشركاء لمواجهة المشكلات والأزمات التي تعيشها الكثير من الدول الإفريقية، والتي يرتبط معظمها بنقص الاستثمارات الأجنبية بها، بالإضافة إلى السعي لتعزيز دور المرأة الإفريقية في تحقيق التنمية المستدامة، وأيضًا مناقشة قضية الإرهاب كواحدة من القضايا التي تشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق التنمية وأهداف أجندة 2063 للتنمية في القارة؛ خاصة في منطقة الساحل الإفريقي، والتي تعاني وجود عدد من التنظيمات الإرهابية التي تسعى بمساعدة دول وأجهزة استخبارات لإشاعة الفوضى وتقويض أي جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في تلك المنطقة المهمة للقارة السمراء.

ويقينا فإن منتدى أسوان ثم منتدى شباب العالم - الذي سوف يعقد الأسبوع المقبل في شرم الشيخ - سيمثلان نقطة مضيئة لمسيرة حافلة بالإنجازات خلال العام الحالي الذي شهدت القارة الإفريقية خلاله فعاليات اقتصادية وسياسية وشبابية علي كافة المستويات؛ سواء القارية أو الدولية أو الإقليمية تمثل منهاج عمل للقارة خلال السنوات المقبلة لتحقيق التنمية والاستقرار بها وتفعيل التكامل الاقتصادي ومنطقة التجارة الحرة القارية، بالإضافة إلى وضع آليات حقيقية لتحقيق أجندة 2063 للتنمية المستدامة في القارة، وبالتالي الوصول لحلم "إفريقيا التي نريدها."

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: