برغم مشواره الفني القصير إلا أنه ترك بصمة قوية على خارطة السينما المصرية.. لقبه النقاد بفارس السينما وشاعرها.. كان سببا رئيسيًا في اتجاه شقيقيه إلى الفن ليصبحا من نجوم الزمن الجميل.. ترك حياة "الميري" بعد ان وصل إلى رتبة نقيب "يوزباشي" ليخرج للسينما مجموعة من أعظم أفلامها.. إنه المخرج عز الدين ذو الفقار الذي نحتفي اليوم بمئويته.
موضوعات مقترحة
شاءت الأقدار أن تتحول عائلة "ذو الفقار" التي نشأت في حي العباسية بالقاهرة من عائلة أبناؤها ضباط في الحربية، إلى عائلة فنية، بعد أن قرر عز الدين ذو الفقار ومحمود وصلاح، الاتجاه إلى السينما، ليصبحوا فيما بعد من رواد ونجوم الوسط الفني الذين ستظل الأعمال التي تركوها خالدة في ذاكرة السينما. وأحد أفراد هذه العائلة المخرج السينمائى عز الدين ذو الفقار، الذي ولد في حي العباسية بالقاهرة في مثل هذا اليوم من أكتوبر 1919 وهو الشقيق الأوسط للفنانين محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار.
عز الدين ذو الفقار في احدي افلامه
دخل عز الدين ذو الفقار عالم الفن من باب كتابة القصة والسيناريو، بعد أن كان يعمل ضابطاً بالقوات المسلحة المصرية، في سلاح المدفعية ليعمل بالسينما، ثم عمل مساعدا للمخرج محمد عبد الجواد في أفلام "الدنيا بخير" 1946، و"أزهار وأشواك" 1947، و"عادت إلى قواعدها" 1946.
وبرغم قصر مشواره الفني حيث توفى وهو في الرابعة والأربعين من عمره، إلا انه قدم خلال هذه الفترة مجموعة من روائع السينما المصرية، بغلت 30 فيلمًا كان للفنانة الراحلة فاتن حمامه نصيب الأسد منها، ونشات بينهما قصة حب توجاها بـ:" أبو زيد الهلالي عام 1947، أنا الماضي عام 1951، وسلوا قلبي عام 1952، وموعد مع الحياة عام ، وموعد مع السعادة 1953".
عز الدين ذو الفقار
ويعتبر الفيلم الذي قام فيه بالتمثيل أمام فاتن حمامه وبشارة واكيم وكمال الشناوي وإسماعيل يس ومحمود السباع، وكان من إنتاجه بالاشتراك مع أحمد حمامة والد فاتن حمامة، بداية قصة الحب التي جمعت بينهما ففي الأسبوع الأول من التصوير قررا الزواج، الذي تمخض عنه ابنتهما نادية التي اشتركت بالتمثيل وهي طفلة في فيلم موعد مع السعادة" 1954 وكان من إخراج والدها.
عز الدين ذو الفقار
لم يستمر الزواج سوى بضع سنوات، إلا انهما لم ينفصلا فنيا حيث قدم ذو الفقار وفاتن حمامة معاً أفلام طريق الأمل عام 1957، وامرأة في الطريق عام 1958، وبين الأطلال عام 1959، ونهر الحب عام 1960. تزوج عز الدين بعد ذلك من كوثر شفيق وأنجب منها ابنته دينا ذو الفقاروالتي تعتبر حاليا من أبرز الناشطات في حقوق الحيوان.
كما قدم ذو الفقار أيضا مجموعة من روائع السينما بعيدا عن فاتن حمامه، من أشهرها "الشموع السوداء" عام 1962، والذي يعتبر آخر أفلامه وفي اليوم الأول من شهر يوليو عام 1963، وبعد صراع مرير مع أكثر من مرض، توفي المخرج عز الدين ذوالفقار وكان عمره ثلاثة وأربعين عاماً.
وإلى جانب الأفلام الروائية، قام ذو الفقار بإخراج فيلمين تسجيليين هما "حرب الإشاعات" 1954، ونشيد "الوطن الأكبر" من تلحين عبدالوهاب وغناء مجموعة كبيرة من المطربين والمطربات عام 1960.
وحتى لا يقال أنه مخرج "الرومانسية" فقط، فقدم فيلما غنائيا "شارع الحب" من أفضل الأفلام الغنائية في السينما، وقدم "الرجل الثاني" وهو فيلم بوليسي من طراز فريد، وقدم فيلم الواقعية "امرأة في الطريق"، فقدم كل أنواع الأفلام، ليؤكد تميزه وتفرده، وكان سابقا لزمنه بكثير وأفضل من يوظف الأغاني في الأفلام، وهو ما أكده المخرج علي عبد الخالق خلال الندوة التي اقامها مهرجان الإسكندرية السينمائي مؤخرا احتفاءًا بمئوية ذو الفقار. وتتويجه بدرع المهرجان.
وخلال مشواره الفني حصل عزالدين ذو الفقار على عدة جوائز، منها جائزة الدولة الثانية عن فيلم "أنا الماضي" 1951، وجائزة المركز الكاثوليكي المصري للسينما عن فيلمي «وفاء» 1953، و"موعد مع الحياة" 1953، وجائزة الصحافة اللبنانية عن الفيلم نفسه وجائزة الدولة لأحسن قصة عن فيلم "بورسعيد" 1957، وجائزة الإنتاج بجانب جائزتي الإخراج والسيناريو لفيلم "صراع الأبطال" في عام 1963.
وخلال مشواره الفني حصل عزالدين ذو الفقار على عدة جوائز، منها جائزة الدولة الثانية عن فيلم "أنا الماضي" 1951، وجائزة المركز الكاثوليكي المصري للسينما عن فيلمي «وفاء» 1953، و"موعد مع الحياة" 1953، وجائزة الصحافة اللبنانية عن الفيلم نفسه وجائزة الدولة لأحسن قصة عن فيلم "بورسعيد" 1957.وجائزة الإنتاج بجانب جائزتي الإخراج والسيناريو لفيلم "صراع الأبطال" في عام 1963.
رحل عز الدين ذو الفقار فى 23 يوليو 1963 بعد صراع من المرض، وترك وراءه أكثر من 32 فيلمًا اصطبغ كثير منها بطابع الرومانسية.