الكفراوي عن تجربة محمود الورداني: خمسون عاما من مطاردة الكتابة الجادة | صور

22-10-2019 | 16:04
الكفراوي عن تجربة محمود الورداني خمسون عاما من مطاردة الكتابة الجادة | صورجانب من الاحتفالية
سماح عبد السلام

قال القاص سعيد الكفراوي، إن الكاتب محمود الورداني، كان يتلمس طريقه في الكتابة عبر الرؤى والبُنى القوية للرواية، حيث أنجز ركنا أساسيا في الرواية العربية يخصه، مؤكداً على أنه قضي خمسيـن عاما في مطاردة الكتابة الجيدة.

موضوعات مقترحة

جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقيُمت مساء الإثنين بورشة الزيتون، تحت عنوان "محمود الوردانى.. خمسون عاما من الإبداع"، للاحتفاء بتجربة الكاتب محمود الورداني. أدار الندوة الشاعر شعبان يوسف، وشارك فيها عدد كبير من المبدعين منهم: حسن عبد الموجود، وفاطمة الصعيدي، وأماني الشرقاوي، وجمال مقار، وغيرهم.

ويرى الكفراوي أن كتابة الورداني تنبع من الفن للبشر، وتُجسد التنوع ونحت الشخصيات التي لها شبيه في الواقع، فهو صاحب رؤية تخصه، حيث أمضى في الحياة سنوات عاكفاً على أنه يكون رجلا منحازا لقيم يؤمن بها ولكتابة يدافع عنها بما يكتبه.

ويروى: "اعتبر الوردانى روائي ينتمى لجيل الستينيات، إذ أن كافة المؤثرات التي شكلت وعى هذا الجيل لمسته. وهو أحد من شهدوا حروب 1973 وخاضها كمصري وكتب عنها كثيرا، واستطاع في الكتابة عن الحروب أن يكون له كتابة خاصة ليس بها جانب دعائي أو محاولا من خلالها الاقتراب من سلطة، بل نجح في تقديم أعمالاً تبقى طويلا في مسيرة الرواية.

وفى سياق إدارته للاحتفالية قال شعبان يوسف، إن الورداني ينتمى لجيل قدم إضافات كبيرة في العمل السياسي والأدبي، حيث تضافرت الكتابة مع السياسة في جيل السبعينيات، وهو كان ومازال طليعيا يقدم التجربة تلو الأخرى، كما قدم كتابات فكرية سياسية شائكة.

وفى شهادة للكاتب حسن عبد الموجود بعنوان "السير بصحبة محمود الورداني"، قال: "اقتربت من الورداني للدرجة التي جعلتني أحظى بقراءة بعض مخطوطات أعماله المهمة، وعلى رأسها "موسيقى المول"، وهي الرواية التي أعتبرها نقلة في مسيرة الورداني، وكذلك في الرواية المصرية".

وأضاف أن الورداني يجُيد الإنصات أكثر من إجادته للكلام، ولفت إلى أنه كان يغيب ليفاجئهم بمغامرة كتابية جديدة لا تقل روعة عن أعماله القديمة التي أصبحت من كلاسيكيات القصة والرواية المصرية مثل "نوبة رجوع، رائحة البرتقال، الروض العاطر، طعم الحريق، السير في الحديقة ليلا" وغيرها.

ويستطرد: "تمرد الورداني على نفسه بـ"موسيقى المول"، وخرج في مجموعته القصصية "الحفل الصباحى" عن كل الخطوط المألوفة، خالقاً قصة تمزج بين الكابوسية والعبثية اللتان تناسبان المجتمع المصري، فالورداني بالنسبة لى على الدوام نموذجا للكاتب الذى ينظر بعيدا ولا يرضى بقليلة وهذا ما جعله واحدا من أهم الأسماء فى الكتابة المصرية".

وترى الناقدة الدكتورة فاطمة الصعيدي، والتي قامت بتدريس بعض نصوص الورداني لطلابها بالجامعة، أن صاحب "رائحة البرتقال" يمثل بعضاً من سيرته الذاتية في الرواية، فكل حديثه ينطلق من مصر ويرجع إليها. كما أشارت إلى استخدام وتوظيف اللغة المختلف في كتابات الورداني، فبحسب ما قالت، يستخدم طريقة الجدات فالحكي فعادة ما يبدأ بالفعل ب "كان"، بينما يستخدم الجملة الاسمية عندما يُثبت الحكي وكأنه يلتقط صورة فوتوغرافية، كما أن اختياره لأسماء الأبطال يكون بحرص وكأنه يحمله شفرة من شفرات النص، وأكدت على أن أعماله تحتاج لقراءات كثيرة لأنها ليست متاحة بقدر كبيرة للأجيال الحالية.

أما الكاتبة أمانى الشرقاوى فرأت أن الوردانى كتب رواية "رائحة البرتقال" عام 1977 لأنه تعرض للاعتقال فى هذه الفترة. كما جسد نموذجا جيدا للكتابة عن تيار الوعى. و فى الرواية يحكى قصته بطريقة بديعة .

وفي قراءة الكاتب جمال زكى مقار لتجربة كاتب "موسيقى الموال" قال إن قصصه القصيرة تحمل رائحة نشأته في البداية وتأخذ من معين التجريب وصور الواقع، ويرى أن الواقع السياسي الاجتماعي كرس لسيادة كاتبين هما نجيب محفوظ ويوسف إدريس إلى أن أطل علينا أصلان و ويحيى الطاهر عبد الله والورداني والكفراوي.
وأشار مقار إلى أن رواية "باب الخيمة"، الصادرة عام 2018، هي رواية تتبع الآثار الحياتية والنفسية والمادية المنعكسة على عدد من المثقفين الثوريين بعد انهيار التنظيمات بعقد أو يزيد. وأضاف أننا سنلحظ خفوتا لضوء ضربات الإلهام ليحل محلها الحرفية وخبرات الكتابة وسيطرة لغة الصحافة المباشرة سريعة الإيقاع، حيث ينهض أمامنا نص يعتمد أساسا على مونولوج داخلي واحد يتم من خلاله السرد من داخل الشخصية الرئيسية.

ومن جانبه قال الروائي محمد إبراهيم طه، إن الورداني لعب دوراً كبيراً في حياة كثير من المبدعين في مصر من خلال عملة بمجلة أخبار الأدب. مستشهداً بإرشاداته ودعمه لبعض الكتاب الذين أصبحوا علامات بارزة في الحركة الأدبية.

وأبدى طه إعجابه بكتابة الورداني السلسة الشعرية، قائلا: "لاحظت من خلال أعماله أنه كاتب صادق يجسد مشروع مصري حتى النخاع، ففي رواية "الروض العاطر" نجد أن أبطاله من المثقفين لذا أرى أن كتابته نوعية، فتلك الرواية، على سبيل المثال، تحمل معلومات باذخة عن ثورة عرابي، فالورداني يمتلك مسافة كبيرة بين الإيدلوجى والفنى حيث يقدم إشارات غير مباشرة فى كتابته والتى نجد فيها مصر بكل تحولاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


جانب من الاحتفالية جانب من الاحتفالية

جانب من الاحتفالية جانب من الاحتفالية

جانب من الاحتفالية جانب من الاحتفالية
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: