Close ad

السادات يجب أن ينصفه التاريخ

12-10-2019 | 15:17

* كل واحد فينا مدين للرئيس الراحل أنور السادات، فنحن لم نسترد فقط أرضنا المغتصبة، بل استرددنا كرامتنا بعد أكتوبر 1973، فقد كان النصر هو النعمة الحقيقية التي غمرنا بها الله، وفى نفس الوقت كان مصيبة كبرى للذين ادعوا أننا استسلمنا، وكانوا يعتقدون أن السادات لن يحارب، فملأوا الدنيا بشائعات ضلال تزعم أن الروس يؤكدون أنه لا يمكن عبور قناة السويس إلا بقنبلة ذرية!

لكن أنور السادات لم يستمع إلى النصيحة، وأصدر أمر القتال في الوقت الذي حدده، كان يخاطر بمنصبه، فما كان الشعب المصري أن يسمح له بأن يبقى على كرسيه لو جاء بهزيمة ثانية، انتصار حرب أكتوبر، والتضامن العربي الذي سبقه، وشجاعة الدول العربية في قطع البترول عن الغرب، كان بعثًا عربيًا أعاد للأمة العربية كرامتها، وأنقذها من حالة القهر والهوان، إضافة إلى أن السادات لم يتوان عن إخراج 17 ألف خبير روسى من البلاد كانوا يشعروننا أن مصر عادت تحت الاحتلال الأجنبى من جديد.

لا نستطيع أن ننسى أن الرئيس الراحل فتح السجون ليخرج الأبرياء، وليدخل الطغاة والمستبدين، ولم يكتف بذلك لكنه ألغى المصادرات والحراسات، وأعاد المنفيين إلى بلادهم، وأعاد القضاة إلى منصة القضاء بعد أن كانوا ضحية لمذبحة القضاة، وأعاد اسم مصر في عهده بعد أن كنا محرومين منه سنوات طويلة، فمرة كانوا يسمونها الإقليم الشمالي، ومرة الجمهورية العربية المتحدة!
تحية إلى رجل يجب أن ينصفه التاريخ!

* كان هناك أحد اللواءات المصريين الأقباط في حرب أكتوبر يدعى ثابت، أخذ بثأر الفريق عبدالمنعم رياض بعد استشهاده بخمس دقائق فقط، ففي سنة 1969 تلقى اللواء ثابت أوامر من القاهرة بالاختباء في الملاجئ بسبب قصف إسرائيلي على القوات المصرية، والفريق رياض استشهد في هذا القصف، فما كان من اللواء ثابت أن رد على الأوامر بأنه سيقوم بإخراج المدافع من الدشم لقصف كتيبة الدبابات والمدافع الإسرائيلية المسئولة عن استشهاد الفريق رياض، فردت عليه القاهرة بأنه لابد من انتظار أوامر القيادة العليا أولًا، رد عليهم ثابت بجملة واحدة هي: هل توجد أوامر بعد استشهاد الفريق رياض، وأقسم في نهاية الرسالة بأنه لن يأخذ بثأر رياض غيره، ثم قام برصد الدبابات الإسرائيلية، وأطلق عليهم 48 قذيفة دمرت 23 دبابة إسرائيلية انتقامًا لرياض، وفي حرب أكتوبر استطاع اللواء ثابت تدمير كل النقاط الحصينة لليهود في القطاع الأوسط؛ مما سهل للجيش المصري العبور، وفى 24 أكتوبر قام بتأمين تقدم الجيش المصري إلى عمق سيناء، وفي 2004 توفى اللواء ثابت في هدوء تام، وبلا شهرة أو إعلام بعد أن أدى دوره في خدمة مصر وجيش مصر، كثيرون لا يعرفون هذا البطل.

* الجندي المجهول هو كل جندي استشهد في الحرب، ولم يتم الاستدلال على شخصيته أو هويته، فلا يتم دفنه في المدافن العسكرية، ولكن يتم إقامة مكان يطلق عليه النصب التذكاري أو قبر الجندي المجهول لدفن هؤلاء الجنود، ويقام في مكان متسع يصممه فنانون كبار، وهو تقليد متعارف عليه فى أغلب دول العالم التي شهدت ويلات الحروب، ويزور هذا النصب الرؤساء والقادة والشخصيات العامة في احتفالات النصر والأعياد القومية، ويضعون عليه أكاليل الزهور تكريمًا لذكراهم، وتختار كل دولة مكان النصب في منطقة واسعة لها مواصفات معينة؛ بحيث يمكن فيها إقامة الاحتفالات، واستقبال الزيارات الرسمية وغير الرسمية.

وقد أقيم النصب التذكاري في طريق النصر بمدينة نصر، وهو من تصميم الفنان سامي رافع الذي اختار له شكل الهرم رمزًا لفكرة الخلود في حضارة المصريين القدماء، وذلك بأمر من الرئيس الراحل أنور السادات تخليدًا لذكرى شهداء الجيش المصري في حربي الاستنزاف و6 أكتوبر، وتم افتتاحه في مناسبة احتفالات أكتوبر 1975، وتشاء الأقدار أيضًا أن يكون هذا المكان موقعًا لدفن جثمان الرئيس السادات عقب استشهاده في السادس من أكتوبر 1981.

وفي المناسبات الوطنية يضع رئيس الجمهورية أكاليل الزهور على قبري الجندي المجهول والسادات، ومنذ الثمانينيات ونحن نشاهد هذا النصب بكل وضوح؛ سواء القادم من مدينة نصر أو من وسط القاهرة على كوبري 6 أكتوبر كعلامة مضيئة تذكرنا دائمًا بتاريخ مصر الوطني والعسكري، لكن إحدى شركات الإعلان وضعت عددًا من لوحاتها الإعلانية الضخمة والمرتفعة حول موقع النصب مسيئة لرمز مضيء في تاريخنا، ونطالب بإزالة هذه الإعلانات فورًا، ومنع أي إعلانات أخرى تحجب هذا النصب عن عيون الناس؛ بل وحول كل مزار سياحي وأثري وتاريخي تحفل به القاهرة.

* في أكتوبر سنة 1951 نشر إعلان بالصحف عن صابون نابلسي روضة، وهو صابون حريمي "ينعش حمامك ويسعد أيامك"، ومصنع من زيت الزيتون الخالص، وزن القطعة نصف رطل بسعر 6 قروش، وكان التنافس شديدًا بين شركات الصابون وقتها مثل صابون لوكس، وصابون شم النسيم، وصابون الشمس، ونابلسي، وأبوالهول الذهبي، وورد النيل، وصابون بشير.. وغيرها، وكانت كل شركة تتعاقد مع فنانة من الشهيرات؛ مثل لولا صدقي، وفاتن حمامة، ومريم فخر الدين.. وغيرهن؛ للدعاية لصابونها، لهذا رأى الخواجة نقولا كحلا بك - صاحب صابون روضة - أن الاستعانة بالنجمة اللامعة زمردة للإعلان عن صابونه لا يكفي فأعلن عن عدة جوائز قيمتها 1500 جنيه للجنس اللطيف؛ أي لكل آنسة أو سيدة تشتري صابونة، وتدخل السحب.

يتبقى سؤال: هل يا ترى الخواجة نقولا كحلا ومحله المختار بالجمالية أعطى الجوائز للفائزات، فعلا أم أنه ضحك عليهن؟!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
لم المغالاة؟

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية إلى تعمير الصحراء وتدبير احتياجات المصريين من الغذاء، بل تحارب البناء على الأرض الزراعية بقوانين وإجراءات رادعة،

انتخابات ساخنة في نقابة المحامين

• اشتعلت المنافسة في انتخابات النقابة العامة للمحامين، وذلك بعد إعلان الكشوف النهائية للمرشحين في الانتخابات التي تجري بعد غد الأحد 15 مارس على منصب نقيب

يوم الشهيد

يوم الشهيد

حوادث المرور

لا يمر يوم واحد دون أن نقرأ في الصحف ونشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي عن حوادث المرور التي يسقط فيها عشرات المواطنين، وهذه الظاهرة أصبحت الآن كوارث

الثورة المنسية!

الثورة المنسية!

النقشبندي صوت المآذن الشامخة

• 44 عامًا مرت على وفاة الشيخ سيد النقشبندي، زاد في كل عام فيها شهرة ونجومية، كانت أكبر مما حظي به في حياته، حتى إن الابتهال الشهير"مولاي إني ببابك" أصبح