راديو الاهرام

بعد دعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني.. علماء يطالبون بسرعة التحرك لمواكبة العصر

16-9-2019 | 16:40
بعد دعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني علماء يطالبون بسرعة التحرك لمواكبة العصر الرئيس السيسي
إيمان فكري

لا تزال قضية تجديد الخطاب الديني من أهم القضايا، التي حملها الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه منذ عام 2014، حيث دعا المؤسسات الدينية لضبط الخطاب الديني ومواكبة العصر، فلم يترك فرصة في مناسبة دينية أو رسمية إلا ودعا بضرورة تحقيق هذا الأمر، لما لها من قدرة على رفع القداسة عن دعاوي الإرهابيين الزائفة.

موضوعات مقترحة

وفي منتدى الشباب الأخير، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تأخر الخطاب الديني في مواكبة العصر، والتأخر 800 سنة في تفسير النصوص، حيث أكد الرئيس السيسي خلال جلسة "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا"، خلال فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للشباب، يوم السبت الماضي، أن الخطاب الديني لابد أن يواكب العصر، وأن الإرهاب كفكرة شيطانية الهدف منها ضرب مركز ثقل الديني للإنسانية.

ولم تكن تلك هي الدعوى الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو يوجه دعواته بضرورة تجديد الخطاب الديني، فخلال العام الماضي وبالأخص أثناء احتفاليته بذكرى المولد النبوي الشريف، جدد دعوته بضرورة التجديد قائلا، "أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل مزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان لتواجه أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب، ورغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى مزيد من هذه الجهود، لإعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة واقعية مستنيرة نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زمننا ويتلاءم مع طبيعة عصرنا وطبيعة مستجداته، دعونا ننقذ العقول من حيرتها وننبه النفوس من غفلتها وننشر المفاهيم السمحة".

وبالرغم من الجهود المبذولة في هذا الصدد من قبل الجهات المعنية بذلك، وأبرزها الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، إلا أن تلك الجهود لم ترق بعد إلى المأمول، ولم تلبي طموح الرئيس لتجديد الخطاب الديني، ودعا عدد من علماء الدين من خلال "بوابة الأهرام"، بسرعة الانتهاء من عناصر خطاب ديني جديد يتواكب مع مستجدات العصر، تجديدا واعيا ومسئولا يقضي على الاستقطاب الطائفي والمذهبي ويعالج مشكلة التطرف.

أهمية تجديد الخطاب الديني
وتأتي أهمية تجديد الخطاب الديني لكونه أحد العناصر الأساسية في مواجهة التطرف، واهتمام السيسي بهذه القضية لم يأتِ من فراغ، لكن فرضتها الضرورة، في ظل ما عانت منه مصر ودول المنطقة خلال الخمس السنوات الأخيرة مع تصاعد العمليات الإرهابية.

ويقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إن المعالجة الفكرية لم تتم بالقدر الكافي في ملف "تصويب الخطاب الديني"، لافتا إلى أن مسألة تجديد الخطاب الديني تتطلب إدارة من المؤسسات الدينية سواء الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، لأن الخطاب الديني يهم جميع المصريين، فضلا عن وزارات الثقافة والشباب والرياضة، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني التي لها دور كبير في هذا الملف.

يؤكد الدكتور أحمد كريمة لـ"بوابة الأهرام"، أننا بحاجة إلى خطاب ديني جديد، لأننا نتعبد إلى الله بالمذاهب وليس بالدين، ولذلك إذا كنا نريد تصويب الخطاب الديني فالأمر يتطلب فلترة الإسلام من المذهب الطائفية والقومية، مستشهدا بقول الشيخ الراحل محمود شلتوت، "ما كانت شريعة الله تابعة لمذهب وما أمرنا الله أن نتعبد بمذاهب".

ويضيف أن في وقتنا هذا هناك خلط بين أركان الدين وعلوم الدين، وركن الإيمان وعلم العقيدة، وما بين ركن الشريعة وعلم الفقه، وما بين ركن الأخلاق وعلم السلوك، بالإضافة إلى مذهبيات المسلمين سنة وشيعة وإباضية، ولذلك نحن بحاجة إلى تصويب الخطاب، وخطاب ديني جديد، لمعالجة المذاهب الطائفية، كما يجب عمل تقنية التراث من إسرائيليات وأخبار موضوعية وضعيفة وتحتاج إلى عمل جبار لحسن فهم الدين وحسن عرضه.

ويتابع "كريمة"، أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى تضافر مؤسسات الدولة جميعا، مستشهدا بقول الله تعالى في سورة سبأ، "وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"، أي ضرورة أن يواجه الفكر بالفكر، فالفكر المعاصر فيه عوار يحتاج إلى تصويب وتصليح برجال، قال الله عنهم في سورة الأحزاب، " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا".

توضيح صحيح الدين
يؤكد النائب شكري الجندي عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن هناك ضرورة ملحة لتجديد الخطاب الديني، والتجديد ليس معناه الحذف أو الإضافة بالنسبة للشريعة الإسلامية، وإنما توضيح صحيح الدين للمواطن المسلم وغير المسلم، سواء في مصر أو خارجها، وخاصة في مصر، لأنها هي من تصدر الإسلام للعالم أجمع، والجميع ينظر إليها نظرة خاصة بالأزهر الشريف وحضارتها التي تمدد لأكثر من 7000 عام.

ويشير النائب شكري الجندي، لـ"بوابة الأهرام"، إلى أنه وجب علينا جميعا التحرك وبسرعة لتجديد الخطاب الدين، لكي لا نعطي فرصة لأحد أن يدعي على الدين الإسلامي بأنه دين الإرهاب أو دين القتل، فالإسلام هو الدين الوسطي الذي جاء من أجل إحياء الإنسانية وحفظ كرامة الإنسان، لذلك يجب علينا أن نستغل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الدين، وهناك مواد دسمة يجب استغلالها، ليعلم العالم أجمع قيمة هذا الدين، وعلينا جميعا أن نكون يدا واحدة أمام الافتراءات على الدين الإسلامي.

ويتابع عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن تجديد الخطاب الديني لم يتأخر بل أن مؤسسات الدولة الدينية تحقق نجاحات في هذا الملف على رأسها تمكن وزارة الأوقاف من السيطرة على المساجد في جميع أنحاء الجمهورية، ومنع الإرهابيين والمتشددين من السيطرة عليها لنشر أفكارهم المتطرفة، لافتا إلى أن تجديد الخطاب الديني ليس مسئولية مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف فقط، بل أيضًا تتطلب مشاركة مؤسسات عديدة التعليم والثقافة والإعلام والاعتماد على المثقفين في تجديد الخطاب الديني.

معاصرة مستجدات الحياة
تقول الدكتورة أمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر الشريف، إن تجديد الخطاب الديني مسئولية كل صاحب فكر ورأي من المؤسسة الثقافية ومؤسسات الجامعات، والمؤسسة الأزهرية هي المسئولة أولًا عن التجديد بفروعها المختلفة سواء الأزهر الشريف أو دار الإفتاء وعلماء الدين والوعاظ والمثقفين وأهل الرأي، فالجميع مطالب أن يقدم ما يعين الإنسان المعاصر لمعاصرة صحيح الدين لمستجدات الحياة.

وتضيف الدكتورة أمنة نصير لـ"بوابة الأهرام"، أن الوقت مفتوح لتجديد الخطاب الديني وليس له وقت معين، مؤكدة أنه كلما جاء الجديد في حياة البشر لابد أن يقابله تجديد في الخطاب الديني، فالإسلام ترك لنا باب الاجتهاد مفتوحا لكي نواكب المستجدات في الحياة والأزمنة والعصور والتجديد مهم للغاية، لمواجهة الإرهاب.

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة