من الواضح أن مشكلة صرف الخبز المدعم لمستحقيه لن تجد حلًا قاطعًا يتعذر معه العبث بهذه المنظومة، فنظام "الكارت الذكي" لم يحل المشكلة بشكل نهائي، إذ تحدث أعطال كثيرة به، ومن ثمّ يلجأ بعض أصحاب المخابز ممن لديهم "كارت ذهبي" إلى استخدامه لصرف حصص خبز إضافية لتوزيعها على المستحقين الذين يتعذر عليهم الحصول على حصتهم، وهذا الكارت عبارة عن بطاقة إلكترونية يحصل عليها صاحب المخبز من مديرية التموين التابع لها، ويتضمن أرغفة يتراوح عددها بين 500 و1500 رغيف.
وهذا أمر طبيعي، لكن الغريب أن الكثيرين من أصحاب المخابز صرفوا حصصًا بأضعاف ما هو مسجل في الكارت.. فقررت وزارة التموين سحب "الكارت الذهبي" من 2688 من أصحاب المخابز؛ وقد حدث ذلك نتيجة تعطل "السيستم".. أي أن أعطال "منظومة الخبز" الإلكترونية لا تنتهي، سواء بالنسبة للكروت الذكية أو الذهبية.
إن الأمر يحتاج إلى منظومة متكاملة تراعي مسألة تعطل السيستم؛ بحيث يكون هناك نظام بديل، وأن يتولى قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين محاسبة أصحاب المخابز غير الملتزمين، والذين يثبت تلاعبهم في الكروت، فهذه المشكلة متكررة، والحجة التي يتذرع بها بعضهم مردود عليها؛ حيث يقولون إنه في حالة عدم وجود رصيد لهم في "الكارت الذهبي" تظهر عبارة: "لقد نفد رصيدكم"، وهو ما لم يحدث، ولذلك سحبوا ما يزيد على خمسة أضعاف الكمية المخصصة لهم!.. وبالطبع، فإن هذه الحجة غير مقبولة، فكل صاحب مخبز يعرف ما له، وما عليه.. أعيدوا النظر في المنظومة كلها بما يضمن حق الدولة والمواطن المستحق للدعم على السواء.