يقولون في المثل "والفضل ما شهدت به الأعداء"، وقد شهد الجميع، والحمد لله، بالنجاح الكبير لمصر في تنظيم بطولة الأمم الإفريقية؛ سواء من الأشقاء العرب أو الأفارقة، أو حتى الصحافة العالمية.
هذا برغم أن مصر قد تقدمت لتنظيم البطولة في وقت ضيق جدًا لا يتجاوز عدة شهور، بعد أن تم سحب تنظيم البطولة من الكاميرون، إلا أن الإرادة المصرية، صممت على النجاح، وقد كان لها ما أرادت.
فبالإضافة إلى حفل الافتتاح المبهر، الذي أشاد به الجميع، والملاعب التى تم إصلاح أرضيتها في وقت قياسي، لتضاهي أفضل الإستادات العالمية، وتوفير أماكن الإقامة، لفرق 24 دولة لأول مرة في بطولة الأمم الإفريقية بدلا من 16 فريقًا، ولذلك تقام البطولة في 4 مدن هي: القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس .
أضف إلى ذلك النقل التليفزيوني المبهر، لقناة تايم سبورت، وهى مولودة لحظة افتتاح البطولة، ولكن تشعر أنها قناة مخضرمة، وكأن لها عشرات السنوات في النقل التليفزيوني الرياضي، ولم يتوقف الأمر عند النقل الاحترافي للمباريات، ولكن أيضًا كانت الفكرة الأكثر ذكاء في الاستعانة بالنجوم الأفارقة لتحليل مباريات البطولة وعدم الاكتفاء بالمصريين، مثل صامويل إيتو أسطورة الكاميرونية، والسنغالي الحاج ضيوف وديديه دروجبا؛ وذلك كون الحدث إفريقيًا ويهم كل دول القارة، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض المعلقين العرب المشاهير أمثال علي سعيد الكعبي، وفهد العتيبي، ليشاركوا المصريين في التعليق على المباريات.
كل هذه العوامل، ساهمت في نجاح البطولة حتى الآن، شيء واحد فقط، هو ما يؤخذ على اللجنة المنظمة للبطولة، وهو ارتفاع أسعار التذاكر، وقد راهنوا على امتلاء إستاد القاهرة في مباراة الافتتاح؛ كونها ضربة البداية لمصر، وقد كانت الجماهير عند حسن الظن، وبعد هذه المباراة، أصبحت الإستادات فارغة، إلا من عشرات الحضور، وربما المئات في أفضل الأحوال.
وكان يجب على اللجنة المنظمة أن تعرف أن ارتفاع أسعار التذاكر يعني أن الجمهور المصري لن يحضر سوى مباريات مصر، وأن الدول الإفريقية والعربية المشاركة، مهما يكن عدد جماهيرها، فإنها لا يمكن أبدأ أن تملأ الإستادات بالجماهير، وإذا كان دافع حضور الجمهور المصري هو تشجيع فريقه، فان ارتفاع أسعار التذاكر تجعله يحجم عن الحضور للملاعب لمشاهدة مباريات الفرق الأخرى، مكتفيًا بالمشاهدة التليفزيونية.
وأعتقد أن الفرصة مازالت سانحة، في الأدوار المقبلة، حيث ستقل عدد الفرق بعد دور المجموعات إلى 16 فريقًا، وستزداد سخونة البطولة لتنافس سخونة الطقس، فيا ليت اللجنة المنظمة تخفض أسعار التذاكر إلى النصف حتى تمتلئ الإستادات على آخرها، وبذلك تكون البطولة قد حققت النجاح في كل المجالات.
[email protected]